بعد انتشار المخاوف في اليابان حول مخاطر الإشعاع الصادرة من مفاعل فوكوشيما النووي ها هي المخاوف تنتقل إلى كافة أنحاء العالم خوفا من انتقال الإشعاعات النووية سواء عن طريق الجو أو البحر أو حتى نقلا من الذين كانوا يعيشون في اليابان وعادوا إلى بلادهم بعد وقوع الكارثة، وللتوعية حول مخاطر التعرض للإشعاع النووي نشر موقع بي بي سي العربي تقريرا حول هذا الموضوع تناول فيه أبرز المخاوف وكيفية معالجة الوعكة الإشعاعية ونورد مقتطفات من هذا التقرير للفائدة وزيادة التوعية بمخاطر الإشعاع النووي. إن التعرض لجرعات منخفضة المستوى من الإشعاع قد يؤدي إلى وعكة إشعاعية، تظهر على شكل مجموعة من الأعراض. ففي غضون ساعات من التعرض للإشعاع، غالبا ما يبدأ المصاب في التقيؤ، وقد يصاب بالإسهال وبالصداع والحمى. وبعد هذه الجولة الأولى من الأعراض قد تمر فترة وجيزة من الوقت دون أي عارض خطير، لكن قد تأتي بعد ذلك مرحلة تظهر فيها أعراض أخطر. أما إذا كان مستوى التعرض للإشعاع مرتفعا فإن هذه الأعراض قد تظهر فورا، كما قد يستفحل مفعولها المتلف – وربما القاتل - في الأعضاء الداخلية للجسم. أما التعرض لمستوى من الإشعاع تبلغ درجته 4 جراي، فيعني في الغالب الأعم وفاة نصف عدد البالغين الأصحاء. وللمقارنة فإن جرعات علاج السرطان بالأشعة تتراوح ما بين جراي واحد و7 جراي، كل مرة. لكن هذه الجرعات متحكم فيها بشكل بالغ الدقة، كما تستهدف جزءا محددا ومحدودا من الجسم البشري. وتعالج الوعكة الإشعاعية أولا بمحاولة التقليل من مخاطر التعرض لمزيد من الإشعاع النووي بخلع الملابس والحذاء، وغسل البشرة بلطف بالماء والصابون. ثم توجد عقاقير تساعد الدم على إنتاج مزيد من الخلايا البيضاء، والتي تساهم في الحيلولة دون الإضرار بالنخاع العظمي، وتقلل من مخاطر استفحال العدوى الناجمة عن تضرر نظام المناعة. كما أن هناك عقاقير خاصة قد تساعد على خفض حدة الضرر الذي قد يلحق بالأعضاء الداخلية جراء الجزيئات المشعة. ويؤثر الإشعاع في الصحة عندما تنتج المواد الإشعاعية التي تضمحل تلقائيا أشعة مؤينة تمتلك القدرة على إلحاق أضرار جسيمة بالكيمياء الداخلية للجسم بتكسيرها للروابط الكيميائية بين الذرات والجزيئات التي تتكون منها أنسجتنا. ويحاول الجسم أن يرد بإصلاح ما تضرر، لكن الضرر قد يكون من الجسامة أو الانتشار بحيث يصعب تداركه. وهناك أيضا احتمال الخطأ في عملية الإصلاح الطبيعية. ومن المناطق الأكثر عرضة للعطب بسبب الإشعاع الخلايا التي تبطن المصارين والمعدة، وخلايا الدم التي تنتج خلايا نقي العظام. وعلى المدى الطويل يأتي السرطان في مقدمة آثار الإشعاع المدمرة على صحة الكائن العضوي. فعندما تسير العملية العضوية مسارها الطبيعي، «تنتحر» الخلايا حين نهاية مدة عمرها. أما في حال الإصابة بالسرطان فتفقد الخلايا هذه القدرة، وتصير نوعا ما «أبدية»، وتستمر في التكاثر بشكل غير متحكم فيه. وقد طور الجسم عدة آليات للحيلولة دون أن تتحول الخلايا إلى خلايا سرطانية، وكذا لتعويض الأنسجة المتضررة. ويمكن للإشعاع أن يعطل آليات التحكم هذه، مما يجعل من الإصابة بالسرطان احتمالا كبيرا. ولا تتوقف الآثار بعيدة المدى للإشعاع عند الشخص المصاب فقد تنتقل إلى الأجيال القادمة من أبنائه أو أحفاده. وإذا لم تعالج الآثار في المراحل الأولى من الإصابة فقد ينجم عن الإشعاع عاهات خلقية في الأجيال اللاحقة، من قبيل مواليد برؤوس صغيرة، أو أدمغة ضامرة، أو عيون غير مكتملة، أو يعانون من صعوبات في التعلم وذلك لأن الإشعاع قد يدخل تغييرات أو تحولات على الجهاز الوراثي للجسم .