تحولت مواقف حجز السيارات بطريق مكة/جدة السريع إلى شبه ثكنة عسكرية بسبب تزاحم ألوف مؤلفة من الشباب والشابات الباحثين عن فرص وظيفية تم الإعلان عنها مسبقا من قبل الغرفة التجارية بمكة ضمن فعاليات ملتقى التوظيف الأول، حيث تم الإعلان عن أربعة آلاف فرصة وظيفية تمت زيادتها إلى 4550 وظيفة بالتنسيق مع شركات قطاع خاص في الساعات الأخيرة، لكن الإعلان عن تلك الزيادة لم تفلح في تهدئة الشباب المتزاحمين على الوظائف مما اضطر لجنة التدريب والتأهيل والسعودة بالغرفة إلى الاستعانة بقوات الشرطة لتفادي «احتكاكات خطيرة» بين المتسابقين. وأكد الناطق الإعلامي بشرطة العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان أن شرطة العاصمة تواجدت في موقع ملتقى التوظيف الأول من أجل عملية تنظيم دخول وخروج المتقدمين من وإلى مقر الملتقى، وكذلك تنظيم حركة السيارات: «والحمد لله الأمور مرت بسلام». وعن مبرراتهم للتزاحم على تقديم طلبات التوظيف رغم توافر كم كبير من الفرص الوظيفية قال الشاب عبدالرحمن العتيبي: «فرحت كثيرا لافتتاح ملتقى التوظيف خاصة أنه الأول في مكةالمكرمة، وانطلقت منذ صلاة الفجر إلى مقر الملتقى، لكن فوجئت بآلاف الشباب والفتيات الذين حضروا لدرجة أنني تخيلت أنهم جاؤوا لموقف السيارات منذ يومين»، مشيرا إلى أن سوء التنظيم في عملية الدخول والخروج كان السمة البارزة في اليوم الأول للملتقى. أما الشاب تركي محمد فيقول: «انتظرت لعدة ساعات للتقديم على إحدى وظائف الملتقى ولألتحق بالدورات التأهيلية إلا أنني فوجئت بطلبهم مني التسجيل الإلكتروني أولا ثم تقديم طلب التوظيف، الأمر الذي جعلني أرجع بخفي حنين»، مضيفا أن الملتقى شهد حضورا كبيرا من قبل المتقدمين والمتقدمات والتي اكتظ بهم موقع ملتقى التوظيف تحت أشعة الشمس الحارقة، الأمر الذي ساهم في تزايد حالات التزاحم والاحتكاك. وعن تلك الحالة الغريبة عن الشباب المكي أكد عضو لجنة التدريب بالغرفة التجارية والصناعية بمكةالمكرمة بسام فتيني أن الأعداد الكبيرة من المتقدمين والمتقدمات نتيجة لتعطش السوق للوظائف المناسبة للشباب السعودي: «وأمام الحضور الكثيف اضطررنا للاستعانة بشرطة العاصمة المقدسة، حيث إن العدد الذي وصل أمس كنا نتوقع وصوله على مدار ثلاثة أيام، الأمر الذي استدعى كذلك عمل تغييرات بسيطة على فعاليات الملتقى»، مؤكدا في الوقت ذاته أن قرابة 90 % من الشباب والفتيات سوف يستفيدون من الوظائف المتاحة في الملتقى: «ستكون الفائدة كبيرة لأنها اختصرت على طالبي العمل ومن يحملون مؤهلات وشهادات علمية وعملية جيدة». وتعهد فتيني بأن تكون الفرص الوظيفية في الملتقى القادم أكثر بالتنسيق مع شركات القطاع الخاص وإعطاء أولوية للعمالة الوطنية عن الوافدة، مرجعا إقبال بعض الشركات الوطنية على الوافدة لعدة أسباب منها ارتفاع تكلفة العامل السعودي وعدم توفر الخبرة لدى العامل السعودي، وكذلك ارتفاع معدل تسرب العمالة السعودية وعدم جدية البعض في تقديس العمل وكثرة الأعذار والاعتذارات. وعن أهداف الملتقى ومدى نجاحه في تحقيقها قال رئيس لجنة التدريب والتأهيل والسعودة في الغرفة التجارية والصناعية بمكةالمكرمة المهندس الدكتور وديع أزهر إن الملتقى يهدف إلى إتاحة الفرصة لطالبي العمل من الشباب والشابات في مكةالمكرمة للتوظيف المباشر من خلال الفرص الوظيفية المقدمة من قبل الشركات ومؤسسات القطاع الخاص. أما رئيس اللجنة المنظمة للملتقى المهندس خالد حسناوي فأكد أن هناك العديد من الفرص الوظيفية المقدمة في الملتقى في عدد من القطاعات الأهلية للشباب والشابات منها 1500 وظيفة مقدمة من الهيئة العامة للسياحة والآثار، و400 وظيفة مقدمة من مجموعة شمس السياحية، و200 وظيفة مقدمة من مصنع الشدوي، و120 وظيفة مقدمة من النقابة العامة للسيارات، و200 وظيفة مقدمة من مجموعة الفقيه، و500 وظيفة مقدمة من مجموعة فنادق فيرمونت، و300 وظيفة نسائية مقدمة من مجموعة حرفية بالغرفة التجارية الصناعية بمكة، إضافة إلى 300 وظيفة نسائية مقدمة من مركز التدريب والتطوير الذاتي .