نفت السفارة السعودية في البحرين تعرض أي مواطن سعودي لمكروه في البحرين، وكذلك الاعتداء على مبنى السفارة وذلك إثر الأوضاع غير المستقرة في البحرين نتيجة الاحتجاجات التي اندلعت أخيرا في مختلف شوارعها، في الوقت الذي كثفت فيه عمليات إعادة المواطنين إلى السعودية، حيث تم تأمين حافلات لنقل الطلاب والطالبات السعوديين، وتأمين السكن والإعاشة اللازمتين لهم لحين عودتهم إلى ذويهم، بتوجيه من أمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز. وأكد سفير السعودية لدى البحرين عبدالمحسن المارك أن جميع السعوديين هناك أبلغوا بأنه من الأفضل لهم العودة إلى السعودية في أسرع وقت «أغلب رعايانا غادروا بسلام، والأهم كان هو إخراج الطالبات وتم ذلك بواسطة خمس حافلات، أمس الأول، وحافلة واحدة أمس». لافتا إلى أن هناك لجنة من وزارة التربية والتعليم العالي لتأمين انخراط أولئك الطلاب في المدارس السعودية في حال وجود داع لذلك. وأضاف المارك أن عدد المقيمين السعوديين في البحرين يتراوح ما بين أربعة إلى خمسة آلاف شخص، مؤكدا عدم تعرض أي منهم لمكروه، لكنه شدد على ضرورة ابتعادهم عن المناطق ذات التجمهر. كما نفى تعرض مبنى السفارة للاعتداء وأن كل ما حدث هو إعلاق المتظاهرين الشارع الرئيسي المؤدي إليها. مشيرا إلى أنهم يستقبلون حاليا الرعايا من الباب الخلفي الذي يطل على شارع آخر غير مقفل. إلى ذلك أغلق جسر الملك فهد، أمس، أمام حركة المسافرين إلى البحرين، فيما بقي جانب العودة مفتوحا حيث شوهدت الجهات الأمنية وهي تحول مسار السيارات المتوجه للبحرين لطرق أخرى. وأكد المدير العام للجسر المهندس بدر العطيشان أن الجسر لم يغلق نهائيا وإنما تم إغلاقه مؤقتا حتى وقت دخول القوات العسكرية إلى البحرين وهذا شيء طبيعي جدا في مثل هذه الحالات. فيما أشار مدير التربية والتعليم الدكتور عبدالرحمن المديريس إلى أنه لم يصلهم توجيه بخصوص قبول الطلاب العائدين ولكن المدارس مفتوحة أمامهم. من جانب آخر قال موسى القحطاني «معلم موفد للبحرين» ل «شمس» إنه عاد مع زملائه المعلمين وعددهم 100 وعائلاتهم برفقة الملحق الثقافي إلى السعودية بعد أن أبلغتهم السفارة بضرورة المغادرة مع عائلاتهم منذ صباح أمس. «استأجرنا شققا مفروشة في مناطق قريبة من الخبر والدمام لحين هدوء الأوضاع وهو ما فتح باب الجشع لدى بعض أصحاب الوحدات السكنية الذين سارعوا إلى زيادة الإيجارات. وقال المعلم نايف عبدالله إنهم كانوا يتوقعون هذا الأمر لذلك غادروا سريعا بعد تلقي الرسالة لكنه لم يعد إلى منطقته مكةالمكرمة وبقي في الشرقية لحين استجلاء الأمور. وأكد أنهم لم يتعرضوا لأي أذى هناك. أما خالد الشارخ أحد طلاب مرحلة الدبلوم بجامعة البحرين فأوضح أن بعض المتظاهرين المسلحين بأسلحة بيضاء اعتدوا على الطلاب دون أن يتمكن أحد من التدخل قبل أن تسيطر قوات الأمن على الموقف. وأضافت ليلى وهي طالبة في الجامعة الملكية أن السكن الجامعي اكتظ بالطالبات، أمس الأول، حيث منعن من الخروج إلا بصحبة ذويهن فقط خوفا من أن يصبن بأذى «بعض البنات بقين في السكن حتى ساعات متأخرة بسبب صعوبة وصول ذويهن إليهن. كما أن السفارة لم ترد على اتصالاتهن المتكررة». وذكرت مرام أنهن شعرن بالقلق خوفا من اقتحام المتظاهرين لسكنهن خصوصا بعد إرسال تحذيرات لنا عبر البلاك بيري تفيد بدخول بعضهم إلى السكن». وأشارت أم فارس «موظفة سعودية في أحد البنوك» إلى أن المتظاهرين قطعوا الطرق المؤدية لمقر عملها، مشيرة إلى أنها ذهبت لمستشفى السلمانية للاطمئنان على إحدى زميلاتها المصابات إلا أن المستشفى كان مكتظا بالمتظاهرين وتعرضت للضرب من بعضهم. وذكرت الطالبة سارة أن المظاهرات بدأت عند الساعة التاسعة والثلث من صباح أمس الأول، داخل حرم جامعة البحرين وعند العاشرة اشتبك المتظاهرون في دوار اللؤلؤة ودخلوا على الطلاب في قاعات المحاضرات وأحدثوا فوضى ومزقوا عبايات الطالبات اللاتي حاول بعض الشباب حمايتهن بعمل جدار حولهن وسط الحرم الجامعي. وأضافت أنه عند الساعة الثانية رشت الطائرات مسيل الدموع لتفريق المتظاهرين ودخلت فرقة مكافحة الشغب وفرقت المتظاهرين، وبعد العصر نقلت السفارة الطلاب السعوديين بحافلات رفقة دوريات أمنية بحرينية