هيئة كبار العلماء، صمام أماننا ومرجعيتنا الدينية، أصدرت بيانا هاما في مرحلة أهم، يؤكد على أهمية اجتماع الكلمة ووحدة الصف ويحذر من يفسد بدعوى الإصلاح ويثير الفتن والقلاقل وقد رأينا في دول مجاورة كيف تحولت المسيرات الشعبية إلى فوضى وتشرذم واقتتال وفقدان الأمن وتوقف المصالح. وبقدر حاجتنا إلى هذا البيان الذي يعزز دورها في المحافظة على كيان الدولة ويصونه نحتاج أيضا منها إلى دور مماثل يكفل دفع عجلة الإصلاح الحكومي إلى الأمام بما يتوافق مع هويتنا وثقافتنا السياسية، حيث أكدت الهيئة الموقرة على أهمية اضطلاع الجهات الشرعية والرقابية والتنفيذية بواجباتها كما قضت الأنظمة، ولكن إذا كان هناك بعض الأنظمة قد تجاوزها الزمن ما ساعد على سهولة تجاوزها والقفز عليها من قبل بعض المستغلين فكيف تتم الرقابة وجودة التنفيذ ما لم نجدد الآليات ونأخذ بأسباب التطوير لكي تكون أكثر فاعلية وأشد إحكاما؟ من جهة يجب أن نراعي العقلية الشابة التي تطمح أن تشارك في صياغة الحاضر وصناعة المستقبل تحت رعاية الدولة ونسمح لها بالقدر الكافي الذي يحقق ذاتها ونحتوي أفكارها وذلك حتى لا تكون هناك فجوة بين الجيلين قد يصعب ردمها مع الوقت، أو حتى لا ترتبك العلاقة مع المؤسسة الدينية التي تحظى بثقة كبيرة وثقل نأمل أن تحافظ عليه بقربها من روح الجيل الشاب المدعوم بتقنيات لا يمكن أن نواجهها إلا بالحوار والإقناع واستيعاب طموحاته وتحقيق تطلعاته في أن يكون وطنه في الطليعة دائما وأن يكون شريكا في صناعة التقدم التي يحض عليها ديننا العظيم.