يبحث حسين عبدالغني النجم الوحيد المتبقي في الملاعب السعودية ممن شاركوا مع الأخضر في مونديال 98 عن نهاية سعيدة لمشواره الطويل الذي ظل باستمرار محاطا بالجدل. ولكن يبدو ذلك صعبا وفقا للأحداث التي يعيشها حاليا مع ناديه عقب مباراة الفريق وغريمه الهلال الخميس الماضي، فالظهير الأيسر الذي حمل المنتخب الأولمبي برأسية ذهبية لأولمبياد أتلانتا 96، والذي بدأ مسيرته الساخنة بحادثة طرده الشهيرة في نهائي أمم آسيا في العام نفسه أمام الإمارات ودموعه التي أسرت قلوب كثيرين يومها، هذا النجم يبدو الآن وكأنه يسعى لنهاية ميلودرامية تعيد ذكريات البداية قبل أن يتوارى معلنا طي ملف الجيل الثاني في مسيرة «إنجازات» الكرة السعودية. عبد الغني الذي وجد نفسه فجأة في خندق النصر وقع في فخ العشق غير المقنن لناديه «الأصلي» وليس الأول لأن اللاعب وكما يعرف المقربون منه أهلاوي حتى النخاع، بعد أن نما ارتباطه بالأخضر نموا فطريا وطبيعيا بدأ بالبراعم وانتهى بالاحتراف «الصوري» في نيوشاتل والذي كان مجرد فك للاشتباك بينه وبين مسيري النادي الأهلي وقتها، بعد أن وصلت علاقة الطرفين إلى طريق مسدود، فشخصية اللاعب وتكوينه وتأثيره المبالغ فيه في زملائه إلى حد تحوله أحيانا إلى إداري نافذ، ولاحقا إلى عضو شرف يسعى بعفوية إلى مساندة رقيقي الحال من اللاعبين، وحماسه الذي يصل حد التهور كل ذلك جعله يبدو وكأنه نشاز في نادٍ يلتزم الكثير من القواعد السلوكية والانضباطية، ويعتد بالتراتيبية كثيرا ليولد من رحم كل ذلك معارضين لوجوده واستمراره، ليكون خروجه من بوابة الاحتراف الخارجي السانحة التي سهلت لاحقا قرار التخلص منه. المقربون من عبدالغني والذين يعرفون ارتباطه بجدة مسقط رأسه ومقر عائلته وأرض ذكرياته، ومن ثم مكان استثماراته بعد أن تحول إلى رجل أعمال «ناجح» يقدرون حجم المعاناة التي يتكبدها من جراء وجوده في الرياض بعيدا عن كل ذلك، والخسائر المادية والمعنوية التي يهمس بها إلى أصدقائه وحالة التشتت التي يعيشها بسبب حبه الشديد للكرة ورغبته في الحفاظ على تاريخه بالوجود في فريق كبير، ورغبته في المقابل في البقاء في جدة قريبا من أسرته وأعماله، ولعل ما زاد في معاناته كما يقول للمقربين منه إن النصراويين طوقوه بكثير من الحب ووضعوا فيه ثقتهم، ولا يريد أن يرمي كل ذلك وراء ظهره، كما لا يريد لتجربته أن تنتهي بالفشل، خصوصا أن هناك من ينتظرون له نهاية تعيسة عطفا على عداوات عديدة تركها سواء على الصعيد الإعلامي أو الجماهيري أو الشرفي. اللاعب الذي أصبح صديقا للإصابات بفعل عامل السن، وفقدان الشهية للعلاج هو في مأزق حقيقي الآن لا يعرف كيفية الإفلات منه، فهو لا يرجو مجدا جديدا بعد أن تولد في نفسه الإحباط من تحقيق شيء مع ناديه الحالي، لأن الفريق وكما يؤكد النقاد غير مؤهل «حاليا» لتحقيق البطولات الكبيرة خصوصا «الدوري»، وهي البطولة التي ظل عبدالغني يركض وراءها طوال 16 عاما دون جدوى.