ما زال الحراك في الشارع العربي يشغل حيزا كبيرا من اهتمام الصحف البريطانية، حسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية على شبكة الإنترنت، أمس الأول. وفي صفحة الرأي في «الإندبندنت» كتب باتريك كوكبرن مقالا بعنوان «واضح أن فرنسا لم تتعلم من التاريخ»، يرى فيه أن اعتراف فرنسا الأخير بالمجلس الوطني الانتقالي في مدينة بنغازي ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الليبي يعكس عدم تعلم فرنسا من دروس التاريخ الحديث. وأشار كاتب المقال إلى التجربتين العراقية والأفغانية حيث لم يتمتع الزعماء المحليون في البلدين الذين يحظون بدعم أجنبي، بمصداقية محلية. ويخشى أن تؤدي الخطوة الفرنسية إلى أن تفقد المعارضة مصداقيتها، حيث سيكون من السهل اتهامها ب«العمالة للأجنبي». وأعطى كوكبرن مثالا على ذلك حامد كرزاي الذي فاز بانتخابات أفغانستان الأخيرة، إلا أن دعم أمريكا له أفقده المصداقية في أوساط شعبه. وأوضح أن المجلس الوطني الانتقالي الليبي لم ينتخب، بل إن أعضاءه عينوا أنفسهم بأنفسهم، في حين أن البلد على أعتاب حرب أهلية. واختتم الكاتب بقوله: «من الصعب أن تكمن مصلحة اللليبيين في خطوة مثل هذه، سوى انتظار تدخل قد لا يأتي أبدا». وفي «الجارديان» كتبتت لوري بيني مقالا بعنوان «أخذوا ما لهم» عن احتلال طلاب وناشطين ليبيين منزل سيف الإسلام القذافي في شمال لندن وتحويله مقرا لحكومة بنغازي. وتساءلت الكاتبة: «كيف يا ترى يبدو منزل دكتاتور؟». وتجيب: في ضاحية «هامستيد جاردن» يملك سيف الإسلام القذافي منزلا بقيمة عشرة ملايين جنيه إسترليني، تديره شركة مقرها في جزر فيرجن البريطانية لاعتبارات تتعلق بالضرائب. ويضم المنزل بركة سباحة وقاعة لعرض الأفلام السينمائية. والآن يقضي نحو عشرة من الناشطين أوقاتهم في غرفة المعيشة بالمنزل، ويصفون أنفسهم ب«أسقطوا الطغاة»، مع ورود التقارير عن «سفك الدماء الذي يقترفه أتباع الحكومة في مدينة الزاوية». وقام الشباب بتأمين المداخل، وألصقوا لافتات تعبر عن حقهم في احتلال المنزل وفقا للقوانين البريطانية وكتبوا عليها كلمة «تضامن» بالعربية والإنجليزية، وأخرى كتب عليها «اخرج من ليبيا، اخرج من لندن». وقال أحد النشطاء:«جعلنا هذا المنزل مقرا لسفارة حكومة بنغازي، ومقرا لسكن اللاجئين الذين يفرون من رعب النظام».