أعلن مسؤول بالجامعة العربية، أمس، أن وزراء خارجية الدول الأعضاء سيعقدون اجتماعا طارئا بمقر الجامعة في القاهرة لمناقشة الأزمة الليبية وتقييم الوضع الجاري، السبت. وتعززت خطط فرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا ردا على القصف الجوي الذي تقوم به قوات القذافي على المناطق التي يسيطر عليها المعارضون، وذلك بعد أن دعمت الدول الخليجية الفكرة ودعت إلى عقد اجتماع عاجل للجامعة العربية. وبينما يستمر إغلاق مصافي النفط في ليبيا، فإن الأنباء تفيد باحتمال نفاد البنزين في المنطقة الشرقية من البلاد في غضون أسبوع. واصلت القوات الحكومية الليبية غاراتها الجوية على مواقع المقاتلين المعارضين في مرفأ رأس لانوف الساحلي. وشنت طائرات غارات على مواقع بالقرب من الطريق العام عند تخوم المدينة الاستراتيجية الواقعة على مسافة 300 كلم جنوب غرب بنغازي. وذكرت الأنباء أن الهجمات والمعارك في رأس لانوف، منذ أمس الأول، أدت إلى مقتل 20 شخصا على الأقل، وأن أعداد القتلى والجرحى تفوق قدرات مستشفى المنطقة، حسب مراسل هيئة الإذاعة البريطانية. وفي غرب البلاد، تستمر سيطرة المعارضة على مدينتي الزاوية ومصراته اللتين لا تزال قوات القذافي تحاصرهما، ويقال إن الزاوية تتعرض لقصف مدفعي. وعرض التليفزيون الرسمي الليبي صورا لقوات موالية للقذافي، في بن جواد. وظهر في الصور رجال مدججون بالسلاح يرتدون الزي الصحراوي ويرفعون لافتات تتوعد المعارضين بالقتل في كل مكان من ليبيا. وفي بنغازي يسعى المحتجون الذين سيطروا عليها إلى ممارسة حياتهم الجديدة؛ لكن الطريق إلى الوضع الطبيعي قد تكون طويلة. وبعد ثلاثة أسابيع من بدء الانتفاضة، لا تزال المدارس مغلقة ووحدة المجمع الرياضي تحولت إلى معسكر للتدريب. ويقضي الأطفال يومهم أمام أجهزة التليفزيون بسبب خوف الأولياء من خروجهم إلى الشارع الذين لا يزالون يعتبرونه خطرا. وقد بدت آثار الرصاص على مباني مدرسة للبنات خلت من طالباتها وأسوارها. ومع زيادة حدة القتال، تزداد المخاوف من كارثة إنسانية على الحدود الليبية. وأكدت منسقة الأممالمتحدة لشؤون الإغاثة فاليري آموس أن نحو مليون من العاملين الأجانب، ممن خرجوا من ليبيا أو مازالوا محتجزين بسبب القتال هناك، سيحتاجون إلى مساعدات طارئة في الأسابيع المقبلة. وأضافت أن هناك حاجة لنحو 160 مليون دولار لإدارة المعسكرات والأغذية والرعاية الصحية ومياه الشرب والصرف الصحي. وتعمل بريطانيا وفرنسا على مسودة قرار للأمم المتحدة بفرض منطقة حظر جوي سيناقشه وزراء دفاع حلف شمال الأطلسي «الناتو»، غدا. كما دعا الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي الأممالمتحدة إلى فرض الحظر الجوي. وأكد الأمين العام لحلف الناتو أنريس راسموسين على الحاجة لإقرار الأممالمتحدة فرض حظر جوي على ليبيا. وكانت أمريكا أعلنت أنها لا تزال تدرس مع حلفائها احتمال رد عسكري على الوضع في ليبيا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني إن تسليح الجماعات المعارضة هو «أحد الخيارات التي يتم دراستها»، لكنه أكد أن واشنطن لا تزال تقيم وضع الجماعات المناهضة للقذافي. وكشف وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس أن وزارته «البنتاجون» أعدت مجموعة من الخيارات العسكرية أمام الرئيس باراك أوباما. وأضاف «أي إجراء في هذه المرحلة لا بد وأن يكون نتيجة عقوبات دولية قبل القيام بأي شيء» .