مرت عشرات السنين وليس سنة وما زلنا ندور في فلك الهلال «النادي» لا لشيء سوى أن من يحب الزعيم جنى عليه بحبه ومن الحب ما قتل. لو تسأل أي مشجع غير هلالي عن أكثر فريق يكرهه «نعم يكرهه» دون مجاملة سيقول لك دون تردد إنه الهلال! ولن تسأل لماذا؟ لأن القاصي قبل الداني يعرف السبب أن هذا الفريق هو نادي «الدلال» بشهادة حتى المدربين واللاعبين الأجانب وآخرهم مدرب الهلال نفسه الذي ربما قاده تفكيره للرحيل عن الاتحاد وما يعترضه من مشاكل مفتعلة وعقبات مخططة ومن ثم العودة لتدريب الهلال لينعم بالدلال وراحة البال. «هرمنا» ونحن ننتظر من يفك عن الرياضة السعودية قاطبة بلجانها وأنديتها ومسؤوليها وجماهيرها عقدة الهلال وفرحنا بعصر الشفافية والفضاء المفتوح، إلا أن «المحبين الزرق» أبوا إلا أن يمارسوا أساليبهم القديمة في الألفية الثالثة من خلال الضغط على كل من يعترض طريقهم، على حد ظنهم، حتى ولو كان مجيدا في مهمته إن كان حكما أو عضوا أو حتى إعلاميا ولكنه قال حقا أو أصدر قرارا ضد الهلال فلن تهدأ ثورة الزرق إلا ويقصونه من المشهد الرياضي ككل وآخر الضحايا رئيس لجنة الانضباط وعضوها وربما أنا. نعم «هرمنا» ونحن ننتظر أن نرى المنافسة في الكرة السعودية كما كل الدول المتقدمة «شريفة» ولكنه الموج الأزرق الذي يقذف بكل من يجدف عكسه في دوامات عميقة لن يستفيق بعدها إلا وهو فاقد للذاكرة! منذ أن عرفنا الكرة السعودية وتفتحت أعيننا على تصريحات الأمير عبدالرحمن بن سعود حين قال في أحدها «امنحوا الهلال الكأس واتركوا باقي الفرق تتنافس في مسابقة شريفة بعيدا عن الهلال» وكنا نظن أن الأمير أطلق ذاك التصريح كعادته ممازحا، رحمه الله، ولكنها الحقيقة التي كان يدركها بفطنته قبل أن يقف عليها الباقون. عشرات السنين مرت منذ عصره رحمه الله والمشهد لم يتغير! ولكننا سنبقى نعيش الأمل مع وجه الأمل الجديد للشباب السعودي الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام للشباب والرياضة، على أن يبدأ في تغيير مفهوم تشكل لكل المنتمين للوسط وهو «إن لم تجامل الهلال فأنت في ورطة» لأن الزعماء شعارهم القديم لم ولن يتغير «إن لم تكن معي فأنت ضدي»! وللهلاليين أقول إذا جرحكم ما قلت. انظروا حولكم، لماذا استعصت عليكم البطولة الآسيوية منذ أن تبوأ بن همام سدة رئاستها؟ لتعودوا لتحقيق البطولة يجب أن تتعودوا أولا على أن تكونوا كباقي الفرق محليا يطبق عليكم النظام كما يطبق على غيركم، لتكتسحوا آسيويا كما اكتسحتم محليا دون أي عوامل خارجية من تحكيم ولجان وغيرها. عودوا لاعبيكم على اللعب في أجواء صحية خالية كما هي الآسيوية، لكيلا يكون هناك فرق.