يسعى شبابنا حديث التخرج للحصول على وظيفة كريمة تقدم له راتبا نهاية كل شهر لتغطي احتياجاته واحتياجات عائلته، وظيفة تعطيه الأمان وتضمن استمرارية الإمداد المادي وبالتالي يستطيع الشاب أن يرسم حياته ويختار ويخطط لمستقبله ومستقبل أبنائه، لكن الحاصل أن الوظيفة لم تعد تسد رمق العيش وما عاد المدخول الوظيفي يتناسب مع الاحتياجات. وقبل كل هذا في حالات كثيرة لن يجد الشاب هذه الوظيفة التي تغنيه وتكفيه، فالبطالة تفشت وأصبح الحصول على وظيفة أيا كانت هذه الوظيفة طموحا وغاية، بغض النظر عن ميزاتها وما تقدمه للموظف، في أحيان كثيرة تكون بالكاد تكفي احتياجات شاب أعزب لا يحلم ولا يطمح ولا يريد، لأنه ببساطة إن كانت تطلعاته أكبر فهي لن تفي بالغرض. لذلك أعتقد أن على الشاب أن يفكر عمليا بالبدء في مشروعه الخاص، قد أتناولها ببساطة تشعر القارئ بأنها أسهل من الحصول على رغيف خبز من خباز الحي، لكن لكل طموح مكان في أرض الواقع وكل مشروع ناجح قائم بداية بسيطة جدا. قد يكون العمل الحر الذي أعنيه مجرد «بسطة» خضار في شارع عام، قد يكون العمل الخاص محل تموينات بسيط جدا، قد يكون العمل الحر محل قرطاسيات، كما بدأ رجل الأعمال محمد العقيل وانتهى بسلسلة مكتبات جرير. لا أبسّط الفكرة أكثر من اللازم، لكني أجزم أن العزيمة إذا اجتمعت مع الفكرة فإنها تحتاج إلى التطبيق فقط ومن ثم فالنجاح سيكون الناتج الحتمي لها بالرغم من كل الصعوبات الموجودة وبالرغم من كل التعقيدات الموجودة، فما دامت هناك نماذج نجحت وتجارب تألقت على أرض الواقع وبالسوق نفسها فإن بكل تأكيد أي محاولة جادة للانخراط في العمل الحر والتخلي عن حلم الوظيفة براتبها الزهيد «الذي يستعبدك سنوات عمرك ويحرمك أو تحرم نفسك من أضعاف مضاعفة من النجاح وسعة الرزق التي من الممكن أن تحصل عليها في عملك الخاص» فإنك بإذن الله ستنجح. سأدعم حجتي بحديث الرسول الكريم: «أطيب الكسب عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور».