مايكل بيرسبراندت، ترين ديرهولم، أولريتش طومسون. سوزان بيير - أندريه توماس جينسن. تمثيل:سيناريو:إخراج: سوزان بيير يركز فيلم «في عالم أفضل» على تصنيفات البشر والدول إلى عالم أول وثان وثالث، راصدا الاختلافات بين دول العالم الأول والثالث من خلال تقديم نماذج بشرية من الطرفين. وتنبع الأحداث من خلال تتبع شخصية طبيب دنمركي يدعى «أنطون» يتسم بالعطف والطيبة لكن زواجه على حافة الانهيار، يتطوع لمساعدة جرحى الحرب في السودان، وهو ما يترك تأثيره السلبي في مجمل حياته حين يرى حجم الأهوال والكوارث التي ضربت ذاك البلد بفعل الحرب الأهلية والمجاعات المتعاقبة وما خلفته من خسائر بشرية كثيرة ومواطنين مشردين في مخيمات اللجوء. ويطرح الفيلم مقاربة مع العنف الذي بدأ يستفحل خطره في المجتمع الدنمركي، وخصوصا بين طلبة المدارس، رغم الصورة المتمدنة التي يبدو عليها المجتمع هناك، وهي محاولة لرصد أسباب ونتائج استمرار هذه الظاهرة، من خلال شخصية الصبي ابن «أنطون» والمعاملة السيئة التي يتعرض لها من زملائه ووصفهم له بالفأر السمين، وتولد الرغبة بالانتقام وتأججها في قلبه لتستحيل لحقد دفين إذا لم يعالج من جذوره. كل ذلك في إطار معالجة بصرية في غاية السبك والتركيز عبر اللقطات الطويلة لمشاهد صادمة لهول الأوضاع، وبانعكاس من أداء الممثلين الرائع في التعبير عن المكنونات النفسية للشخصيات. وعن فيلمها تقول المخرجة سوزان بيير: «أهتم بإبراز أننا في دول يطلقون عليها العالم الأول لسنا مختلفين بهذا الشكل الكبير الذي يصوره الكثيرون عن الناس في السودان، فالعالم الثالث جزء من عالمنا، ونحن لا نعيش في جزيرة منعزلة عنه، ولا يمكننا ذلك، وفي النهاية كلنا بشر، ولا يهمني تقديم فيلم سياسي، بل أقدم فيلما يتشارك فيه الناس وينصهرون معا في عالم إنساني واحد مهما كانت اختلافاتهم الثقافية والعرقية واللغوية». وهذه ليست المرة الأولى التي يفوز فيها فيلم من الدنمرك بجائزة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، حيث حصدت أفلام دنمركية الجائزة في عامي 1988 و1989.