مع كثرة المواقع الإلكترونية المتخصصة في التقنية، إلا أن موقع «عالم التقنية» كانت له بصمته الخاصة على مستخدمين يدينون له بالكثير من معلوماتهم عن الأجهزة والخدمات، حيث اهتم الموقع بنشر أخبار الجديد منها وتمييز الجيد والرديء بينها. ورغم أن الشكل العام للموقع يميل إلى صورة «المدونة الشخصية» التي تتكئ عادة على الجهود الفردية، إلا أن مؤسسيه «سعود الهواوي» و«عبدالملك الثاري» يصران على العمل معا بروح الفريق مع الاستعانة بالمتخصصين من أنحاء العالم العربي لنشر مقالاتهم وتغطياتهم لأبرز الأحداث والمنتجات التقنية الحديثة. مئات المواقع التقنية العربية تكتظ بها الإنترنت، على اختلاف مستوياتها، فما الذي يميز موقع «عالم التقنية»؟ عالم التقنية مختلف عن المواقع والمدونات الأخرى بسبب روح التعاون الموجودة بفريق العمل، فهو أنشئ في ظل غياب مدونات تعمل بروح فريق عمل متكامل ووفق خطة واضحة. لكننا بدأنا الموقع من خلال توزيع المهام أنا وزميلي عبدالملك الثاري وبعدها تم تدشين الموقع بصورة رسمية، ولاحقا قمنا بزيادة جرعة التعاون من خلال استقطاب الكتاب وإتاحة فرصة طلب الانضمام لفريق تحرير الموقع وهذا يختلف بشكل كبير عن المدونات التقليدية التي تعتمد على أن يكون صاحب المدونة هو كل شيء ولا يوجد من يكتب معه. ربما تكون تجربة موقع TechCrunch الشهير من أنجح التجارب العالمية في المدونات والمواقع التقنية، فهل تحاولون استنساخ تجربته؟ بالطبع فموقع تك كرنش وأسلوبه فتح المجال أمام موقعنا وغيره من المدونات الأخرى للانطلاق بأسلوب تحريري جديد، وهو خير مثال على نجاح المواقع الإلكترونية التي بدأت بطريقة بسيطة ومن خلال بيت المؤسس، إذ تمكن من تحقيق النجاح السريع والتوسع وباع شبكة تك كرنش لشركة امريكا اون لاين بقيمة قريبة من 40 مليون دولار، وهذا ما نحاول أن نقوم به في «عالم التقنية» مع تأسيس شبكة من المدونات مختلفة التخصص. ما مدى تفاعل شركات تقنية المعلومات والجهات الحكومية المختلفة مع موقعكم؟ التفاعل من قبل الشركات أو القطاع العام كان بطيئا في بداية التأسيس، خاصة أنه لم يكن هناك أي إيمان بقوة المدونات خصوصا في المجال التقني؛ لذلك غاب الدعم عن الموقع تماما، لكن خلال السنة الماضية شهدنا تحولا كبيرا لدى الشركات التي أصبحت تدعم الموقع من خلال دعوتنا لحضور المؤتمرات الصحفية وتجربة آخر المنتجات. وهو التغير الذي لمسناه أيضا في شركات الاتصالات. وأعتقد أن سبب التفاعل هو طفرة الإعلام الجديد الذي يعد التدوين جزءا أساسيا منه، كما أن المستخدم يتطلع لمعلومات سريعة عن أحدث المنتجات ويترقبها من خلال الإنترنت أو الشبكات الاجتماعية، وهذا لا يتوفر عبر الإعلام التقليدي الذي يتأخر عادة في تغطية الأحداث بشكل عام. أعلنتم عن عدد من المشاريع أو المبادرات المختلفة خلال الأعوام الثلاثة الماضية، ما أبرزها؟ من المبادرات التي قمنا بها تغطية بعض الأحداث التقنية بشكل مباشر، والتعاون مع المدونات المتميزة والاستمرار في طرح جائزة «عالم التقنية» السنوية، لكن أهم ما قمنا به هو الاستحواذ على موقع تقنية بلا حدود «www.unlimit-tech.com» الذي يختص بنشر أخبار الأجهزة بشتى أنواعها. ومن ذلك أيضا إطلاق مدونة عالم التقنية – تعليم «edu.tech-wd.com» التي تختص في طرح دروس البرمجة، ونسعى لتطوير هذين الموقعين خلال الفترة المقبلة وطرح بعض المشاريع الجديدة التي أتمنى أن تعلن عنها في أقرب وقت. هناك جهات حكومية تدعم جهود التحول نحو المجتمع القائم على المعرفة «المجتمع الرقمي»، هل استفدتم من أيٍّ منها؟ وهل تلك الجهود لا تدعم إنشاء مواقع إنترنت؟ للأسف ما يقال عن الجهود الحكومية لا نراه أبدا، ومن وجهة نظري أجد أن الجهات الحكومية لا تهتم أبدا بالمدونات التقنية ولا تحاول دعمها، رغم أن بعض هذه المدونات رفعت اسم البلد عاليا، فموقعنا مثلا فاز بالمركز الأول في مسابقة أرابيسك للمدونات المتخصصة وذلك بين أكثر من ألف مدونة عربية مشاركة في المسابقة. هناك جائزة أعلنتم عنها؟ ما تفاصيلها وآلية عملها؟ هي جائزة عالم التقنية لأفضل المشاريع العربية، تطرح نهاية كل عام ونقوم من خلالها بتقييم أفضل المشاريع العربية «مواقع وخدمات إلكترونية» التي قدمت خلال العام. وقد أقمنا هذه المسابقة ثلاث مرات حتى الآن، لكن المسابقة الأخيرة تميزت بوجود راع للمسابقة ولجنة تحكيم للمشاريع المتنافسة. ولله الحمد لاقت المسابقة نجاحا كبيرا وإقبالا من المجتمع العربي ونأمل أن تستمر لأعوام مقبلة. من هم فريق عمل الموقع؟ حاليا لا يوجد الا انا كإداري للموقع ، اما بقية الاسماء فهم كتاب متطوعون نتشرف بالعمل معهم. أعلنت قبل مدة قصيرة عن تفكيرك بافتتاح منتدى تقني، ما الهدف من هذه الخطوة؟ رغم أن المدونات لها صدى كبير وإقبال من مستخدمي الإنترنت إلا أن هذا الإقبال يظل ضعيفا جدا أمام المنتديات؛ وهذا ما يجعل الشركات المعلنة تبتعد عن المدونات بسبب البون الشاسع في عدد الزوار بينها وبين المنتديات؛ لذلك قمت بكتابة فكرة تأسيس منتدى أمام جمهور عالم التقنية في تويتر لجس نبض المتابعين واستطلاع آرائهم. ورغم أن المنتدى قد يزيد من عدد الزوار لموقعنا إلا أنني لا أريد تغير سياسة الموقع والقائمة على نشر الأخبار والمقالات بأسلوب التدوين، ولا أرغب في أن أشتت زوار الموقع بهذه الخطوة. إلى ماذا يحتاج سعود الهواوي؟ مطالبي بسيطة وأوجهها إلى الجهات الحكومية والقطاع الخاص وأصحاب رؤوس الأموال في مجتمعنا، أتمنى أن تلتفتوا قليلا لمشاريع الويب والمواقع الإلكترونية، فالكثير منها أسهم في رفع اسم البلد عاليا من خلال تميزه في الطرح، وأتمنى أن تصل رسالتي لمن يستطيع أن يدعم هذه المشاريع وأن يجعلها تستمر بدلا من تركها عرضة للتوقف بسبب غياب الدعم من الجهات الرسمية للدولة أو من القطاع الخاص