تضامن خبراء مع دعوة فتيات وربات بيوت إلى تكثيف الدعم الحكومي لمشروعات الأسر المنتجة باعتبارها من المشروعات التي توفر حرفا أو أعمالا للمرأة بالدرجة الأولى وهي متنوعة بقدر اهتمامات ومهارات المرأة، حيث يتطلب تنفيذ هذه المشروعات من صاحبات الأعمال توافر الخبرة والمهارات للأعمال التي يستثمرن بها، والخبرة بسوق البضاعة والخامات والمعدات المطلوبة لنشاط المشروع من حيث الموردين والأسعار والجودة، وتوافر التمويل المبدئي اللازم لشراء الأصول والبضاعة الخاصة بالنشاط، والقدرة على إدارة المشروع ووضع خطة لتسويق منتجاته، وتحديد سوق العملاء المستهدفين وتفضيلاتهم، ومتابعة التطورات في مختلف أوجه النشاط، والكفاءة واللباقة في التعامل مع العملاء، ومعرفة المصطلحات المستخدمة في النشاط خاصة إن كانت باللغة الإنجليزية لإضفاء الثقة على تعاملاتها مع العملاء، إلى جانب القدرة على تنظيم الوقت بين أعمالهن وبين التزاماتهن العائلية بحيث لا يطغى إحداهما على الآخر. وتؤكد البندري السعيد أنها نجحت من خلال مشروعات الأسر المنتجة في توفير لقمة عيش كريمة لأبنائها على مدار ثلاثة أعوام بدأت فيها مشروعها الصغير في حياكة المشغولات والأعمال التراثية «عملت على المشروع بدعم من الضمان الاجتماعي، والحمد لله استطعت بما منحني الله من مواهب في هذا العمل، تجهيز كثير من الأعمال الحرفية التي أسوقها في الأسواق النسائية والمهرجانات الشعبية وتدر علي دخلا ممتازا». وتضيف «متوسط الفائدة من هذه الأعمال لا يقل عن 50 % وأحيانا أكثر، ولذلك فإنني أنصح كل امرأة تمتلك مهارات في الطبخ أو الغزل أو الأعمال اليدوية أن تجرب الدخول فيها لأنها آمنة وجميع المواد الخام متوفرة وبأسعار مناسبة توفر هامش ربح جيدا ومعقولا، ولكني آمل أن يتم دعمنا بصورة أكبر حتى نتوسع في نشاطنا، فأنا رغم أنني ناجحة بفضل الله إلا أنني أجد صعوبة في التوسع وأحتاج إلى الدعم، وغيري كذلك يأملون في الدعم». نشر الوعي الإنتاجي ويؤيد رجل الأعمال علي السلطان التوسع في دعم الأسر المنتجة، خاصة أن مشاركة المرأة في السوق السعودية لا تزال دون الطموح، رغم أن لديها المؤهلات الفكرية والاقتصادية لدخول هذا السوق مستثمرة وعاملة، ويقول «المرأة قوة لا يستهان بها، وهي أكثر من نصف المجتمع، ولكن البطالة أكثر انتشارا في وسطهن، وبحسب الإحصاءات فهي تمثل 9 % من قوة سوق العمل، وهي نسبة متواضعة للغاية، وقد ارتفعت نسبة البطالة بين نسائنا بنسبة 27 %، رغم أن أعداد الخريجات وسطهن هي الأكبر، ولذلك فإننا نحتاج إلى تفعيل مثل هذه المشروعات التي تفجر طاقاتهن العملية وتمنحهن فرصة ثمينة للعمل الحر وفي أجواء من الخصوصية، فضلا عن دور ذلك في تأمين دخل مناسب لكثير من الأسر خاصة الفقيرة من خلال العمل الشريف». ويتابع السلطان «لا بد من نشر الوعي بقيمة وأهمية مشروعات الأسر المنتجة، وما يمكن أن تحدثه من آثار إيجابية في نشر ثقافة العمل واستيعاب المرأة في سوق العمل وتطوير أنشطتها واستثماراتها الصغيرة، حتى تكبر تحت رعاية الدولة وأجهزتها المعنية بدعم مشروعات الأسر المنتجة».