المنفى، الشعر، الحب، الخرافة، الوطن، الموت.. جميعها عجنت مع بعضها بطريقة خالية من التزييف لتكون هذه الرواية الشعرية العنيفة سيمفونية حزن عزفت جيدا وبتمرس معهود من واسيني الأعرج.. رواية يجب ألا نتعجل في قراءتها لأنها كمنحوتات بطلها «ياسين» تحتاج إلى وقت حتى تنضج وتبعث إلى التأمل والإنصات بهدوء ودون انقطاع قد يعكر صفو اللحظة. إضافة لكل هذا كان للفلسفة الشيء الكثير والحجم الأهم والأساسي من هذا الكتاب، لكن ربما ما أساء لها هو استخدام الفرنسية في مواضع كثيرة مما أخرجني من جوها في بعض اللحظات لكن مع ذلك تبقى شيء جميل جدا سيبقى أثره مدة طويلة. Aneen هذه الرواية محض دهشة، تتسلل إلى الأعماق والروح تصيب القلب والعقل، تمسك أطراف الذاكرة تنفضها، وتملأها كائنات تشبه الحلم والمطر والغربة والفقد.. كائنات لغوية ترتدي وشاح الكلمات واسيني الأعرج حين كتب الشرفات أقسم أن يصيب العقول جميعها. من لم يقرأ بعد ل واسيني عليه أن يبتدئ بها.. فهي أكثر من دهشة!. رذاذ اليحيى لو أنها فقط كانت خالية من الصورة غير الأخلاقية في الوصف لاستحقت بجدارة الخمس نجمات! ما كل هذا الحب يا واسيني والقدرة الجنونية على تشكيل الأحرف؟ أعترف أنني كنت على وشك البكاء في إحدى اللحظات وأنا أقرأ! شكرا على هذه التحفة الأدبية!. أبرار باواكد