انتشرت في بعض المدارس الابتدائية بالمنطقة الشرقية، ظاهرة ارتداء الأطفال ملابس خادشة للحياء، تحمل أسماء عصابات أجنبية، ومصارعي عنف. ويبرز من أهم العصابات التي يرتدي الطلاب ملابسها أو شعاراتها المصارع راندي أورتين، وعصابات رنكسس، والمصارع جاون ستيف. وأوضح المرشد الطلابي عبدالقادر الغامدي أن وجود عدد من هذه الملابس لدى الطلاب يعكس مدى تأثر الطلاب بما يدور في المسلسلات والأفلام والمقاطع التليفزيونية والكرتونية، الأمر الذي أدى إلى تعلق هؤلاء الطلاب بهم، وبالتالي تقليدهم: «عند مشاهدة مثل هذه الملابس ننبه الطلاب وننصحهم ونرشدهم بعدم لبسها بالمدرسة، ومن ثم نخاطب أولياء أمورهم بضرورة التقيد باللبس الوطني». وأشار الغامدي إلى أن هذه الظاهرة برزت في الآونة الأخيرة، وهي للأسف تعكس واقع الطالب داخل الأسرة والمنزل، ويجب على الأسرة وخاصة أولياء الأمور أن يكونوا أكثر مسؤولية وحرصا واهتماما على أبنائهم وعدم إتاحة الفرصة لهم بمشاهدة كل ما يريدونه، لأن نتاج هذه المشاهدة سينعكس سلبا على الأبناء مستقبلا. وأوضح الإخصائي التربوي الدكتور كامل عبدوني أن «هذه التيشرتات والملابس لا تخضع لأي رقابة، وبالتالي ليست من ضمن أولويات المراقبة عند دخولها على البلاد، وبالتالي فإن الثقافة العامة للمجتمع قد لا تعي هذه الرموز بشكل جيد ومعروف، وتجدهم يلبسونها في كافة تنقلاتهم، حتى تصل إلى المدارس، وهنا يجب أن ننبه الطلاب بضرورة لبس الملابس اللائقة بمؤسسة تربوية، كما يجب أن يبلغ أولياء الأمور بهذا الشأن وضرورة توفير الملابس المناسبة لكل مرحلة تعليمية».واعتبر ولي الأمر رضوان طاهر أن القصور في مثل هذه الظاهرة يكون من المنزل: «يوجد تقصير كبير من المنازل ومن قبل أولياء الأمور والأمهات في متابعة أبنائهم ويكون مثل هذا الوضع نتيجة طبيعية لعدم المتابعة، ولا ينبغي أن يترك الأطفال وخاصة في هذه السن الصغيرة للانجراف وراء المصارعين أو العصابات، أو غيرها من الأشياء السلبية التي بلا شك ستنعكس سلبا على حياتهم مستقبلا، وتولد الكثير من العنف والإصابات والضحايا، ونحن في مؤسسة تربوية لها احترامها وتقديرها ومكانتها يجب أن يلبس جميع الطلاب ما يليق بهم، وهنا أحمل الأولياء مسؤولية ما يحدث ومن حق المدرسة أن تقوم بأكمل واجبها في التوجيه والإرشاد والرفع حالا بكل هذه الأمور لأولياء الأمور لتلافي أي سلبية تحدث ولنتحد جميعا في مواجهة مشاكلنا بكل جرأة بعيدا عن الخجل أو الخوف». وشدد ولي الأمر عبدالله العدواني على أن دور الفضائيات مدمر أكبر مما هو مفيد: «وخاصة لصغار السن من الأولاد ذكورا أو إناثا ونجد إهمالا كبيرا من أولياء الأمور في المنازل في متابعة أبنائهم، الأمر الذي ينجرف هؤلاء الأبناء إلى متابعات غير مفيدة ومدمرة سلوكيا وأخلاقيا، ومتى ما وجدت الرقابة من المنزل والمدرسة، فإنه حتما مثل هذه الممارسات لن نجدها، ولو بدأنا بالتذكير والتثقيف من خلال خطب الجمع والمدارس ومجالس الأحياء والإعلام فسنصل إلى مكانة لائقة بنا وبمجتمعنا المحافظ الخالي من التقليد أو التشبه». وذكر ولي الأمر ناصر الشمري أن من واجب المدارس ومن حقها أن تقوم سلوكيات الطلاب متى ما رأت انحرافا سلوكيا واضحا من قبلهم «وللمدرسة الحق في تقويم سلوكيات الطلاب، وخاصة ممن يعانون عدم المتابعة في المنازل بسبب تقصير أولياء الأمور أو الأمهات، وبالتالي فإن حدوث مثل هذه الظواهر ينعكس من البيئة الداخلية التي يعيشها الطالب في المنزل، فهو متأثر بشكل كبير بهذه البيئة وهو الأمر الذي يجعله ينقل هذا التأثر داخل أسوار المدرسة، وهنا مكمن الخلل، فيجب ألا تشيع هذه الثقافة بين الطلاب وخاصة في المدارس الابتدائية لما لها من أضرار سلبية مستقبلا». أوضح نائب مدير الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمنطقة الشرقية محمود الديري من جهته أن هناك تعليمات وتوجيهات خاصة وواضحة لجميع المدارس بضرورة تقيد الطلاب بالزي الرسمي الوطني وهو الثوب والشماغ وخاصة في المراحل الثانوية والمتوسطة والمراحل العليا من المرحلة الابتدائية «وهنا نغرس مدى الانتماء الوطني للبيئة السعودية من خلاله، ونؤكد على هذا الأمر وبشكل كبير، ولكن إن حدث وخاصة في الصفوف الأولية في المدارس الابتدائية لبس البنطلون أو التيشرتات، فإنها وجهة نظر لأولياء الأمور في المنزل الذين يرون أن هذه الملابس أكثر سهولة في حركة الطفل، وربما الثوب يعثر حركة الطفل، وربما تترك الأسرة للطفل حرية الاختيار بسبب طفولته مثلا، ولا نسمي هذا قصورا من المنزل بل وجهة نظر، ونحن والمنزل مشتركان في التربية والتوجيه، ومكملان بعضنا لبعض، كما أننا نمنع أن تحمل هذه الملابس أي صفة عنف أو صور أو غيرها تخدش الحياء، ويجب التوجيه لمثل أولياء هؤلاء الطلاب بهذا الأمر وحثهم على اللبس المعتدل»