تبدو أزمة اختيار مدير للكرة الاتحادية خلفا للمستقيل حمد الصنيع أشبه بالمفتعلة على خلفية تصفية الحسابات داخل البيت الاتحادي بعد جملة من الانقسامات أعقبت رحيل الرئيس الأشهر في مسيرة النادي منصور البلوي، وما تبع ذلك من اتهامات وتراشقات وانحيازات وضعت النادي في صفين متضادين، أحدهما مع الرئيس المستقيل والآخر ضده، وهو ما دفع ثمنه الصنيع رغم أنه ولج بوابة الإدارة عبر ترشيح البلوي له وسط استغراب كثيرين كانوا يرون أن قائمة القدامى تعج بلاعبين أكثر نجومية ووهجا وجماهيرية من المدير الجديد الذي كان يحمل سجلا متواضعا كلاعب إلا أنه أسكت منتقديه بعد أن قدم عملا إداريا ناجحا في ظل إدارة البلوي وكانت ثمار ذلك سلسلة من البطولات محليا وآسيويا قبل أن يرحل الرئيس ومن ثم يبدأ الفتور في علاقة الطرفين، وينشط إعلام الرئيس الذي يرتب للعودة من جديد في خلخلة أداء المدير الذي وجد نفسه مطلوبا للعمل في إدارتي الدكتور المرزوقي وخلفه إبراهيم علوان، لكن جهوده في البقاء لم تثمر عن شيء في ظل تراجع مستوى الفريق الاتحادي وبعده عن بطولة الدوري والمنافسة على اللقب الآسيوي، وكان ذلك كافيا لدفع الرجل «إجباريا» نحو الاستقالة بعد خروج الفريق مبكرا من كأس ولي العهد على يد الاتفاق. ولكن ورغم إغلاق ملف الصنيع إلا أن الاختلاف على البديل أصبح هو الهاجس المرادف للأزمة الأولى، فمن كانوا يفضلون قائد الفريق السابق أحمد جميل الذي يتمتع بالكاريزما القيادية وتقدير الكثير من الاتحاديين باتوا أخفض صوتا مع تواتر الأخبار عن قرب عودة البلوي لكرسي الرئاسة، فالخلاف بين النجم الكبير والرئيس الشهير بات كبيرا وتوسع بعد تجاهل الأخير رعاية حفل اعتزال الأول بحكم الصداقة التي كانت تجمع الاثنين، كما أن تجربة البطولة العربية التي استضافها الاتحاد وذهب خيرها للأهلي لا تزال غصة في حلق البلوي لأن أحمد جميل كان يومها مدير الكرة. في الجانب الآخر يتقدم عبدالله فوال للمنصب مدعوما برضا إعلامي حكمته الصداقة أولا وقبول الرجل ثانيا رغم أنه توارى طويلا بعد اعتزاله ولم يعد يظهر إلا في مرات قليلة ونادرة، متفوقا بذلك على جمال فرحان الذي سبق أن تولى المهمة أكثر من مرة وكان مقنعا إلا أنه ظل دائما يضع من الشروط ما يجعل الإدارات زاهدة في استدعائه، وبقي لأجل ذلك مطلوبا لعدد محدود من أعضاء الشرف ومن يعرفونه عن قرب. وأيا كانت وجهات النظر فإنها لن تبعد أكثر من حدود ترشيح أحد النجوم الاتحاديين الثلاثة فهم إجمالا يمثلون الخبرة والنجومية والقبول الجماهيري .