تحاول قوات الزعيم الليبي معمر القذافي منذ أيام درء انتفاضة شعبية انضم إليها كثير من أفراد الجيش وأنهت سيطرته على شرق البلاد، وتحاصر الحكومة في عدة مدن غربية قرب العاصمة طرابلس. واستهدفت غارات جوية للقوات الموالية، أمس، مخازن ذخيرة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شرق البلاد، بحسب ما أفادت مصادر متطابقة ببنغازي. ولا يزال من الصعب تقدير حصيلة أعمال العنف في ليبيا. وتحدث الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن ألف قتيل. وفي بنغازي قتل 256 شخصا وأصيب ألف آخرون بجروح كما قال أطباء هذه المدينة نقلا عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر. أغارت الطائرات على مخزن ذخيرة في أجدابيا التي تقع على بعد 100 كلم جنوبي بنغازي، بحسب ما أفاد شاهد في اتصال هاتفي، وتعذر عليه تحديد حجم الأضرار. وأشار إلى غارات شنتها طائرتان على أجدابيا والرجمة القريبة من بنغازي وأنه تم صدهما بالمدفعية المضادة للطيران. وأضاف أن الغارة دمرت صهريج مياه ولم تؤد إلى أضرار في مستودع الذخائر ولا ضحايا. وكان سيف الإسلام القذافي أعلن في 22 فبراير أن القوات المسلحة الليبية تغير على مخازن سلاح بعيدة عن المناطق السكنية. وفي العاصمة طرابلس، احتج نحو 400 متظاهر من المناهضين لحكم القذافي في حي تاجوراء، أمس. وعقب الاحتجاج مباشرة وصلت عدة سيارات رياضية إلى الميدان الذي وقعت فيه الاحتجاجات ثم قفز من كانوا في هذه السيارات ممن يلفون شارات خضراء حول رؤوسهم وأطلقوا النار في الهواء في محاولة لفض الاحتجاج. وكشفت مصادر ملاحية أن شحنات النفط الخام الليبي توقفت فعليا بسبب انخفاض الإنتاج وسوء الأحوال الجوية؛ ما عطل الصادرات من الدولة التي تحتل المركز ال 12 بين منتجي النفط في العالم. وقالت المصادر إن سوء الأحوال الجوية في البحر الأبيض المتوسط جعل أربع ناقلات على الأقل، تحمل نحو 2.4 مليون برميل من النفط الخام، غير قادرة على التحميل أو مغادرة الموانئ الليبية. وأعلن دبلوماسي مصري عن ارتفاع عدد القتلى المصريين في ليبيا إلى ستة أشخاص، ثلاثة منهم بطلقات نارية وآخر فى حادث طريق واثنان قتلا على يد قطاع طرق في بنغازي. وأوضح أنه يوجد أيضا 22 مصابا. وقال إنه تم تسيير 23 طائرة لإعادة المصريين الراغبين في العودة من ليبيا. من جهة أخرى، وافق الاتحاد الأوروبي بالإجماع خلال اجتماع السفراء ال 27 في بروكسل، أمس، على فرض عقوبات على الزعيم الليبي معمر القذافي و25 من عائلته والمقربين منه، تشمل تجميد أرصدتهم وحظر سفرهم، حسبما أفاد مصدر دبلوماسي. وأضاف «هناك أيضا حظر على بيع الأسلحة وكل ما يمكن استخدامه في أعمال القمع». وأوضح أن قائمة الأشخاص الممنوعين عن السفر الذين ستجمد أرصدتهم «أطول من تلك التي وضعتها الأممالمتحدة» التي شملت ستة و 16 اسما على الترتيب. ويفترض أن تتم المصادقة على هذه التدابير رسميا على المستوى الوزاري على أن تدخل حيز التنفيذ فورا. وكشف مسؤول أمريكي كبير أن العقوبات قد تقنع النخبة الحاكمة في ليبيا بالتخلي عن الزعيم القذافي في الوقت الذي تسعى فيه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون إلى حشد رد فعل دولي بشأن الانتفاضة الليبية. وسافرت كلينتون إلى جينيف للاجتماع مع وزراء خارجية بعض الدول الأوروبية المهمة إلى جانب حلفاء عرب وأفارقة لاتخاذ رد فعل أقوى تجاه ليبيا