أخطاء الحكم جزء من اللعبة، لا يوجد حكم لا يخطئ، كل البشر يخطئون، بالتأكيد لم يوجد ذلك الذي لم يخطئ بعد، وفي عصرنا الحالي من الصعب أن تجد الشخص صاحب الروح الملائكية والقلب النظيف والنية الحسنة، وفي هذا الزمان ما أكثر من تمنحهم الثقة ولكن يخذلونك بكثرة أخطائهم، وعلها تكون غير متعمدة.. مجرد عشم!! في العقد الماضي كان الحكم الذي يترشح للشارة الدولية ويستحقها، يتم تكريمه في الملعب قبل بداية المباراة مع باقة ورد وشكر وتقدير، صحيح أن التكريم بسيط ولكن على الأقل لم نكن نرى أن من يتقلد هذه الشارة قد نثر قبلها مجموعة كوارث تضررت منها عدة فرق. أما الآن، فأكثر الحكام أخطاء «وليس أقلهم» يكون هو المرشح الأول للشارة الدولية، وأصبح وجود «حكم دولي سعودي» نصرا يحتفى به وتقام له الاحتفالات ويحضرها رجال الأعمال ويتم خلالها تقديم الهدايا وتوجيه الدعوات للإعلاميين لرؤية حكم المستقبل. في الماضي كان الأب لا يحتفل بنجاح ابنه إلا إذا كان مقرونا بالامتياز، واليوم أصبح يريد أي نجاح «أهم شيء لا تفشلنا»، والأمر نفسه ينطبق على الحكام، لكن الفارق أنه لم يبق حكم مميز سوى ما لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة، وأصبحنا نشاهد أسماء جديدة كل موسم على أمل وعل وعسى أن يخرج بينهم من يحفظ ماء الوجه. في مباراة الفتح والهلال الأخيرة، لم تختف كوارث العريني في حق الفريقين، بغض النظر عن تصاريح إداريي الفتح ومسببات طرد كانو وركلة جزاء شافي وغض النظر عن عزيز، تبقى المحصلة أن الحكم الدولي لا يزال يواصل مسيرة الفشل التي بدأها هذا الموسم، المؤسف أنه كُرم بالشارة الدولية واحتفلوا به، والمضحك أن هناك ثلة تنصفه بداعي احتسابه لركلتي جزاء ضد فريقهم وكأنها لم تكن ركلتي جزاء صحيحتين. في الختام، أتساءل ببراءة: هل يرى رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم احتضار الرياضة بسبب التحكيم، وهل له رأي مشابه لرأيه بلجنتي الانضباط والفنية؟!