أنا رجل متزوج حديثا، ومشكلتي أن زوجتي تفشي أسرار بيتي إلى أختها، والذي يتعبني أن أختها تؤثر فيها بشكل ملحوظ. حاولت توضيح ذلك لها وأنه يسبب لها دمارا لحياتها، توافقني الرأي وتحلف بالمصحف أنها لا تفشي أسراري، لكن الواقع عكس ذلك فهي تخرج من عندي بوجه وتعود بوجه آخر، ذكرتها بأدلة من الكتاب والسنة، لكن لا فائدة، أخبرت أمها أن هناك من يؤثر على زوجتي «لم أقل لها إنها أختها لأنه لا يوجد لدي دليل قاطع على أنها هي»، أيضا لم ينفع، هددتها بالطلاق، تمادت أكثر. أولا: عليك يا – أخي- بالصبر على زوجتك، وإقناعها بأن هذا قد يدمر حياتها وأن من صفات المرأة الصالحة أن تحفظ زوجها وأسرار بيتها، وأنه يجب عليها ذلك، خاصة إذا كان زوجها لا يرضى بنقل هذه الأسرار وإفشائها. ثانيا: يجب عليك أيضا أن تتأكد من ذلك، وأنها فعلا تفشي السر، وأنه ليس مجرد إساءة ظن بها؛ لأن بعض الرجال يسيئون الظن بالزوجة ويتوقعون أنها تفشي السر مع أنها على العكس، ومسألة أخرى مهمة لا بد من التنبه إليها: ما هذه الأسرار التي تفشيها؟ هل هي فعلا أسرار؟ أو أنها مجرد أمور بسيطة لا تعتبر من إفشاء السر، لأنها تحكي مثلا لأختها بذهابها وإيابها وأكلها إلى غير ذلك من الأمور اليسيرة، فهذا لا يعتبر إفشاء للسر، أما إذا كانت تنقل أمورا تخص زوجها وكيفية إنفاقه في بيته فهذا من الأسرار التي يجب على المرأة أن تحفظها، وممكن أن تذكر لها بعض قصص الصحابيات – رضي الله عنهن- والتابعيات في كيفية حفظ المرأة لأسرار أزواجهن وصبرهن على ضنك العيش. أخيرا: أذكرك بالالتجاء إلى الله – عز وجل- أن يحفظ عليك زوجتك، وأن يهديها إلى جادة الصواب، فتكون كاتمة لسر زوجها، حامية لحياة الزوجية، والتضرع إليه بذلك. المجيبة: د. فاتن بنت محمد المشرف عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية