الرجال في ألمانيا يتحدثون عن كرة القدم في حين تتحدث النساء عن الأسرة. من يعتقد أن هذه القوالب الفكرية القديمة قوالب بسيطة يندهش عندما يعلم نتيجة دراسة بهذا الشأن. أكد استطلاع شامل للرأي أجراه معهد ألينسباخ المتخصص أن الرجال والنساء في ألمانيا، يعيشون في عوالم متزايدة التباين، وأن اهتماماتهم تختلف أيضا باختلاف المواضيع التي يفضلون معالجتها في أحاديثهم. ورأى معدو الدراسة أن هناك توجها جديدا بين شباب الجيل الحالي، وأن هذا التوجه غير إيجابي بالمرة. فبينما يتزايد نشاط الفتيات في التواصل فيما بينهن والانكباب على قراءة الكتب لتوسيع أفقهن فإن الكثير من الشباب يفضلون أن يقبعوا ساعات طويلة أمام الكمبيوتر وتتراجع اهتماماتهم بغير الكمبيوتر. يتساءل الخبراء المعنيون برصد توجهات الرأي في ألمانيا عما إذا كان هناك تحول اجتماعي آخذ في التزايد بين الجيل الشاب باتجاه الصمت أو الملل. وعن ذلك قالت ريناته كوشير المديرة التنفيذية لمعهد ألينسباخ: «أوشكت على الاعتقاد بأن هذا القرن سيكون قرن النساء». ورأت كوشير أن الرجال يهتمون بالدرجة الأولى بالرياضة والكمبيوتر والإصلاحات المنزلية ثم السياسة في حين ترى النساء أن هذه القضايا لا تستحق أكثر من نصف ما يبذل في سبيلها من طاقة؛ ما جعل النساء يوجهن اهتمامهن أكثر للسكن والأثاث والكتب والطب النفسي والقضايا الطبية والأزياء. كما تبين من خلال الاستطلاع وجود تباين شديد في القضايا التي يطرحها الجنسان للنقاش. فالرجال يفضلون حسب الاستطلاع الحديث عن الرياضة والسيارات ثم التقنية والسياسة والاقتصاد والقضايا المالية في حين تفضل النساء الحديث عن العلاقات الزوجية والكتب والأزياء. كما أكد معدو الاستطلاع أن الحديث عن المشاعر والأحاسيس والقضايا التي تتعلق بعلاقات الصداقة وهموم المرأة «أمر نسائي أصيل». ويولي الرجال في أحاديثهم أهمية خاصة للصراحة والموضوعية. ويرى معدو الدراسة أنه من المثير للاستغراب أن يتحدث النساء والرجال بعضهم مع بعض أصلا. ولكن يبقى أن هناك موضوعات مشتركة بين الجنسين مثل دائرة الأصدقاء والعطلات والوظيفة والطعام والتلفاز مع ملاحظة أن الكثير من الرجال لا يزالون يعتقدون أنه من الأفضل لهم أن يتحدثوا مع رجال آخرين. ولكن النساء لا ينظرن بشكل أقل توتر لهذه القضية. كما كان من النتائج المفاجئة للاستطلاع أن كلا من النساء والرجال لا يكترثون بما إذا كان رئيسهم سيدة أو امرأة. ومع ذلك فلا تزال هناك أفكار قديمة سائدة بين الجنسين، فيما يتعلق بتقلد النساء أو الرجال مناصب قيادية حيث يؤكد المستطلعة آراؤهم أن النساء اللاتي يتولين مناصب قيادية يحسن الاستماع لموظفيهن ويكثرن من الثناء عليهم ويتحلين بأدب أكثر ولا يقصرن حديثهن على العمل. ورغم أن الدراسة لم تثبت عدم توفر مثل هذه الصفات لدى الرجال إلا أنها أكدت أن هذه الصفات ترتبط بمظهر معين للرؤساء وأن هناك صورة مشابهة تنتج عن تقييم السياسيات والساسة، وأن هناك تعاطفا مع النساء اللاتي يتقلدن مراكز سياسية في حين يقابل الرجال في نفس المراكز بالعدوانية. وأكدت أغلبية الرجال الذين شاركوا في الاستطلاع أنهم مستاؤون من تزايد صعود النساء في مجالات العمل في ضوء بلوغ نسبة العمالة بينهن 70 % في حين عبر ثلث الرجال فقط عن مثل هذا الاستياء. وكان عدد الألمان الشرقيين أكثر من الألمان الغربيين الذين عبروا عن هذا الاستياء