تحدث إيطاليون عائدون من ليبيا، أمس، عن حالة من الرعب في شوارع العاصمة الليبية طرابلس بالإضافة إلى فوضى عارمة في مطار المدينة. وذكرت صحيفة «كوريرا ديلاسيرا» أن مطار طرابلس صار أشبه بمعسكر اللاجئين إذ لا توجد كميات كافية من الماء ولا الطعام في حين ينتظر آلاف الأشخاص أن تتاح لهم فرصة الخروج من البلاد. وتحدى متظاهرون مناهضون لحكومة الزعيم الليبي معمر القذافي وخرجوا إلى شوارع بنغازي لليوم التاسع على الترتيب مع تصاعد الضغوط الدولية على نظامه.. وذلك بعد يوم من دعوة القذافي أنصاره التصدي للمتظاهرين وهدد باستخدام القوة ضد منتقديه. ونقلت صحيفة «لاريبوبليكا» الإيطالية عن رجل كان ضمن 175 إيطاليا وصلوا إلى روما، أمس الأول، قوله: «حاولوا قتلنا عندما كنا في الطريق من صبراتة إلى طرابلس. كانت مسألة مرعبة. هناك اشتباكات في جميع أنحاء البلاد. إطلاق النيران في كل مكان». وأضاف آخر عن الوضع في طرابلس، «الشوارع خالية وقوات القذافي الخاصة تقصف كل شيء» مشيرا إلى أن المرء يسمع دوي الرصاص من كل مكان ولا يجرؤ على الخروج للشارع. لم نشعر بالخوف فهم يقودون حربا ضد بعضهم لكنهم لطفاء مع الأجانب». من الصعب إجراء تغطية دقيقة للوضع في ليبيا حيث إن الاتصالات عبر الهاتف والإنترنت محدودة في البلاد. ولم يتمكن سوى عدد قليل من الصحفيين الدوليين دخول ليبيا. وتشير معظم التقديرات إلى مقتل مئات المتظاهرين حتى الآن. غير أن وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني قال إنه «من المرجح» أن ألف شخص لقوا حتفهم. وحذر فراتيني أيضا من أن ما يصل إلى 300 ألف ليبي ربما يفرون إلى أوروبا. وأوضح أن إقليم برقة، أي المناطق الشرقية من ليبيا التي تضم بنغازي والبيضاء ودرنة، لم تعد خاضعة لسيطرة حكومة القذافي، بينما تشهد أنحاء البلاد كافة مواجهات وأعمال عنف. وغادر أكثر من 5700 تونسي وليبي البلاد برا للجوء إلى تونس، حسب الهلال الأحمر التونسي على الحدود بين البلدين معربا عن مخاوف من مخاطر «كارثية» لتدفق كبير للاجئين على تونس في منطقة بن قردان، أول مدينة تونسية بعد الحدود مع ليبيا. في الوقت نفسه، تصاعدت الإدانة الدولية للحملة الصارمة العنيفة التي يشنها القذافي حيث ذكر مجلس حقوق الإنسان الدولي أنه سيعقد جلسة خاصة حول الأزمة، الجمعة المقبل. من جهة أخرى طالب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات على ليبيا. وجاء في بيان لقصر الإليزيه أن تلك العقوبات يمكن أن تكون إجراءات محاكمة أو حظر على السفر أو تجميد للأموال. وأضاف البيان أن الخارجية الفرنسية ستطرح هذه المقترحات على شركائها في الاتحاد الأوروبي. وذكر البيان أن «القمع الوحشي والدموي المستمر للشعب الليبي صادم. مثل هذا الاستخدام للعنف ضد الشعب الليبي أمر مشين». كما هدد ساركوزي بتعليق العلاقات الاقتصادية مع ليبيا. وقالت ألمانيا إن النظام الليبي فقد الآن كامل شرعتيه مع تزايد الأدلة على وقوع «حمام دم» في البلد المضطرب في حين تتزايد عزلة الزعيم معمر القذافي كما يبدو. وذكر نائب المتحدث باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل «مرة أخرى تظهر الأنباء والصور الآتية من ليبيا أن العقيد القذافي أعلن الحرب على الشعب الليبي. ومثل هذه الحكومة فقدت كامل الشرعية» .