أعلن الديوان الملكي أمس عن وصول خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى مدينة الرياض بعد ظهر اليوم قادما من الخارج، بعد رحلة علاجية تكللت بالنجاح. وبناء على ذلك، وجه نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير سلطان بن عبدالعزيز أن يكون السبت المقبل إجازة رسمية في جميع الوزارات والمصالح الحكومية والمدارس والجامعات في كافة أنحاء المملكة، وذكر في برقية للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء: «صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية نسخة لكل وزارة ومصلحة حكومية وعلى كل جهة إبلاغ الجهات التابعة لها أو المرتبطة بها السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله إلى أرض الوطن بعد رحلة علاج تكللت ولله الحمد بالنجاح، وابتهاجا بهذه المناسبة نخبركم بأنه تقرر أن يكون يوم السبت 23/3/1432ه إجازة رسمية في جميع الوزارات والمصالح الحكومية والمدارس والجامعات في كافة أنحاء المملكة، وقد زودنا جميع الجهات بنسخة من أمرنا هذا لاعتماده، فأكملوا ما يلزم بموجبه». وآثر خادم الحرمين الشريفين من جانبه العمل خلال فترة النقاهة بحجة أنه يجد راحته في ذلك، وذكر في حديث لصحيفة السياسة الكويتية: «النقاهة بالنسبة إلي هي متعة العمل، فنحن نحمل أمانة، والوقت يدهمنا وهو لا يرحم، والعمل بالنسبة إلي راحة، أعان الله كل من هو في موقع المسؤولية» وزاد بالقول: «أجد في العمل راحة متناهية، وخصوصا العمل من أجل من حملوني هذه المسؤولية الوطنية الكبيرة. أحمد الله أنني بخير وما أؤديه من نشاط معلن وغير معلن لا ضرر منه ولن يكون مؤثرا على فترة النقاهة». وكانت فترة ال 95 يوما التي غاب خلالها خادم الحرمين الشريفين عن وطنه جسدا مليئة بالنشاط الرسمي، استقبل خلالها عددا من الرؤساء والزعماء، وكان حريصا على ألا ينفصل عن هذا الهم الذي يشغله دوما، حتى لو كان ذلك على حساب وقته وصحته وراحته. خادم الحرمين، منذ أعلن الديوان الملكي في بيان شفاف عن الوضع الصحي الذي يعيشه والوعكة الصحية التي ألمت به في الظهر «انزلاق غضروفي»، وهو يحمل هموما كثيرة، حرص بنفسه على طمأنة الجميع من أمراء ومسؤولين ومواطنين عندما أعلن خلال استقباله لهم خلال عيد الأضحى: «أنا بخير.. مادام الشعب السعودي بخير»، وهي الرسالة التي حملت كثيرا من الحب والتواضع والتقدير. وانتقل الملك المفدى في 22 نوفمبر الماضي إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لإجراء بعض الفحوصات، وفور وصوله تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية الرئيس باراك أوباما اطمأن خلاله على صحة خادم الحرمين، مرحبا به في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومتمنيا له الصحة والعافية. وبعدها بيومين بثت وكالة الأنباء السعودية البشرى بنجاح العملية الجراحية التي أجريت لخادم الحرمين الشريفين في الظهر، حيث تم سحب التجمع الدموي وتعديل الانزلاق الغضروفي، وتثبيت الفقرة المصابة، وذلك في مستشفى نيويورك برسبيتريان بالولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي الثاني من ديسمبر أجرى عملية جراحية ثانية لتثبيت عدد من الفقرات في العمود الفقري استكمالا للعملية السابقة، وكللت بالنجاح. وبث التلفزيون السعودي في 21 ديسمبر لقطات للملك وهو يغادر المستشفى بعد أن من الله عليه بالصحة والعافية وتوجه إلى مقر إقامته بنيويورك لقضاء فترة من النقاهة واستكمال علاجه الطبيعي، وانهالت بعد ذلك الاتصالات الهاتفية المهنئة بسلامته حيث تلقى اتصالات من الرئيس الأمريكي وملك مملكة البحرين، وأمير دولة قطر وأمير دولة الكويت ورؤساء اليمن وسورية وفلسطين والأردن والإمارات ومصر. واستقبل في السابع من يناير بمقر إقامته في نيويورك وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون يرافقها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وأعربا عن تهنئتهما لخادم الحرمين بمناسبة نجاح العملية الجراحية، وبحثوا مجمل الأوضاع والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية. وفي العاشر من يناير استقبل خادم الحرمين بمقر إقامته في نيويورك الرئيس نيكولا ساركوزي رئيس الجمهورية الفرنسية والوفد المرافق له. وبحث الزعيمان مجمل المستجدات على الساحتين الإقليمة والدولية إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في جميع المجالات بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الصديقين والعالم أجمع. وفي اليوم التالي استقبل الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وبحثا مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية والجهود التي تبذلها الأممالمتحدة لتحقيق السلام والأمن على مستوى العالم وكذلك جهودها الإغاثية في المناطق المنكوبة. بعد ذلك تلقى اتصالات من ملك البحرين ورئيس تركيا ورئيس وزراء ماليزيا والرئيس الإيراني ومستشارة ألمانيا ورئيس وزراء إيطاليا والرئيس معمر القذافي. وبعد شهرين من وصوله إلى نيويورك غادر خادم الحرمين الشريفين في 22 يناير إلى الدارالبيضاء وكان في استقباله في مطار الملك محمد الخامس الدولي في الدارالبيضاء الملك محمد السادس ملك المملكة المغربية الشقيقة. ولم ينفصل خادم الحرمين عن الشأن المحلي لحظة وكان حاضرا مع السيول التي ألحقت كثيرا من الضرر بجدة وسكانها، ووجه في 26 يناير بتوفير كل التعزيزات بشكل عاجل للحد من الأضرار التي واكبت الأمطار والسيول في محافظة جدة وما جاورها. واستشعارا منه للهم العربي، أجرى اتصالا هاتفيا فجر ال 29 من يناير بالرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك اطمأن خلاله على الأوضاع في مصر الشقيقة بعد ثورة ال 25 من يناير. وتلقى بعد ذلك اتصالات من رئيس وزراء بريطانيا وملك البحرين والرئيس الأمريكي وملك الأردن بحثوا خلالها مستجدات الأحداث على الساحتين العربية والدولية .