لا يكاد الشاب فواز أحمد مسلم ينتهي دوامه في أحد الفنادق بمدينة جازان حتى يجتمع في نهاية اليوم مع زملائه الآخرين العاملين في وظائف الاستقبال الفندقي، راصدين نجاح يوم عمل يمارسونه بكل اندفاع، وحب لآليته، يساندهم في ذلك حرصهم على تكوين نظرة إيجابية طموحة للشاب السعودي من خلال العمل الفندقي، خصوصا أنهم يتعاملون مع فئة رجال أعمال ووفود وسائحين وخبراء وغيرهم من الوفود التي تعقد اجتماعاتها في الفندق. شباب سعوديون اقتحموا العمل الفندقي باقتدار في فنادق بمدينة جازان في وقت وفرت فيه الجهات الخاصة المعنية بإدارة تشغيل وامتلاك الفنادق مئات الفرص السنوية للشباب السعودي بالتعاون مع الجهات المعنية. يؤكد خبير أجنبي ل «شمس» أن الشباب السعودي الذي يعمل في الفندق يعكس صورة مشرقة للتعامل الراقي، مضيفا أنهم يمثلون رافدا من روافد الثقافة، حيث إنه تفاجأ بأنهم إلى جانب عملهم في الاستقبال إلا أنهم يمتلكون ثقافة جيدة من حيث اللغة والتخاطب وتلبية الطلبات على الفور وتوجيه السائح أو الموظف إلى الوجهة التي يريدها ويجيبون عن الأسئلة باختصار إيجابي للغاية: «الشباب باتوا في الفترة الأخيرة يمثلون صورة منتشرة للعمل الدؤوب في الفنادق، وفي السابق لم يكن لهم وجود إلا في النادر». ويشير موظف الاستقبال في فندق جازان فواز مسلم في مدينة جازان إلى أنه يعمل نحو ثلاثة أعوام في القطاع الفندقي، وقد اكتسب خبرة من خلال العمل، لافتا إلى أنه يأمل مع زملائه في تطوير أنفسهم في هذا المجال الذي يحتاج إلى مهارات ومواهب يجب على الشاب أن يعيها، خصوصا أنهم يتعاملون مع فئات من رجال الأعمال والسائحين والوفود: «الاحتكاك في مجال العمل الفندقي ومتابعة آلية تنظيم القاعات لعقد المؤتمرات والتعامل مع وفود تجارية ومؤسسات وشركات، يفرز لهم مناخا من التعامل الراقي ويكرس مفاهيم تتطور يوميا في مجال العمل في الفنادق». ولفت فواز إلى أهمية أن ينخرط الشباب في الأعمال الخاصة والوظائف التي تنمي مواهبهم عبر أعوام العمل، ومن شأنها أن توجههم إلى مستقبل واعد، مبينا أن العديد من الشباب كانت لهم تجربة ناجحة في مجال العمل الفندقي، واستمروا فيها لأعوام، مشددا على أهمية وجود الدافعية وحب العمل لدى أي شباب يزاول العمل في هذا المجال أو غيره». ويضيف فواز أنهم يشعرون بمعنويات مرتفعة من جراء دعم صاحب الفندق، ومساندته لهم ورفع معنوياتهم، ويجدون سعادة بالغة عندما يجدون السرور والراحة على محيا الزوار بعد أن يقدموا لهم الخدمات المناطة بهم، وفي أثناء الحديث معهم حول أي أمر يخص العمل الفندقي، مبينا أنه في الفترة الأخيرة تطورت آلية العمل في الفنادق، وأصبح هناك أقسام وكليات ودورات متخصصة في مجال الفندقة، وبات الشباب السعودي يديرون دفة العمل الفندقي في أكثر من وظيفة راسمين خطوات جادة وواثقة نحو النجاح والتميز. ويشير أحد زملائه إلى أن العمل جيد والفرصة مواتية لأي شاب في أن يجد نفسه وأن يكون له مستقبل جيد في أي عمل متى ما أدى مهامه وأعماله على الوجه المطلوب.