قبل أكثر من أربعة أشهر وتحديدا في الخامس من شهر أكتوبر كتبت مقالا بعنوان «وش يشجع صلاح القثامي؟ » وذلك أعقاب التشكيل الجديد لأعضاء لجان الاتحاد السعودي لكرة القدم، وتنبأت وقتها بما حدث هذه الأيام في لجنة الانضباط حيث قدم رئيسها القثامي استقالته لعدم تفرغه.. وطالبت حينها بإيجاد خطة إعلامية تنويرية بالقادمين الجدد للمشهد الرياضي المحلي لبناء أرضية جيدة لهؤلاء من أجل مقابلة المد الجماهيري الغاضب جراء أي قرار يتم اتخاذه من هذه اللجنة ثابتة الحساسية في جميع المواقف.. ولعل هذه الفوضى العارمة التي دبت في هذه اللجنة جاءت لتكشف مدى فشل الاستراتيجيات القديمة التي تقوم على عزل رؤساء اللجان الحساسة عن المشهد الإعلامي.. والتواري خلف المكاتب.. بدليل فشل معظم الوسائل الإعلامية في الحصول على صورة شخصية للرئيس المستقيل.. الذي كشفت لنا الأيام أنه لم يكن يتوارى خلف المكاتب فحسب.. بل كان دائم السفر والتنقل في مهام رسمية لعمله الحكومي، الأمر الذي أفقده السيطرة على أعضاء لجنته.. وهذه مشكلة حقيقية يجب أن يتخلص منها بأسرع وقت الرئيس العام لرعاية الشباب.. فالازدواجية لا يمكن أن تخلق إلا مثل هذه الفوضى والأجواء الصاخبة. ولابد أن نتبع سياسة جديدة في استقطاب الكوادر الرياضية التي تستحق أن تكون واجهة لرياضتنا.. ولا تخشى من الظهور في أبسط المواقف.. والتعليق على أبسط القضايا التي تخص عملها.. فمرحلة التكتم والتحفظ والابتعاد عن الضوء يجب أن تنتهي.. فكل صاحب صفة رسمية له الحق في استغلال هذه الصفة والظهور في وسائل الإعلام والتعبير عن آرائه وتوجهاته وتصوراته العملية.. فالمشهد الرياضي المحلي يحتاج إلى جرعات كبيرة ومكثفة لكشف آليات عمل اللجان في الاتحاد السعودي لكرة القدم .. بدلا من أن «يتشدق» النقاد والكتاب فضائيا.. ويمارسون هوايتهم المفضلة في التظليل.. واستغلال غياب وتواري أصحاب المهام الرسمية للتأثير على آراء وقناعات الجماهير الرياضية!. ما حدث في لجنة الانضباط.. من الممكن أن يحدث في أي لجنة غير مؤهلة تأهيلا جيدا للتعامل مع المتغيرات الرياضية وفق منهجية ثابتة وواضحة للجميع.. أمام التصرفات الفردية.. وارتجالية القرار.. فهي ستعيدنا إلى نقطة الصفر!.