يمثل جبل «شميتنهوهه» في النمسا منطقة لجذب سياحي من نوع خاص، ففي هذا المكان يسود الهدوء خلال الساعات المبكرة من الصباح, حيث يحتسي المتزلجون القهوة ومشروبات الطاقة، قبل أن يبدؤوا يوما مثيرا يصعدون خلاله إلى القمة عبر مصعد الجندول، تمهيدا للانطلاق في رحلات تزلج مثيرة. وبكل كياسة يتمكن المتزلجون من شق أول مضمار لهم, حيث يتزلجون من أعلى جبل «شميتنهوهه» الذي يبلغ ارتفاعه ألفي متر, أو من محطة الجبل عند قمة زونكوجل. كما يمكنهم تتبع المضامير التي شقها المتزلجون تحت ضوء الشمس الساطعة وبين أشجار الصنوبر المكسوة بطبقة من الجليد. ومن بعيد يمكن للمشاهد أن يرى القمم الأخرى المعروفة بالمنطقة مثل قمم فاتسمان جروسجلوكنر, وداخشتاين, وبالطبع قمة جبل كيتس شتاينهورن, الذي يبلغ ارتفاعها ثلاثة آلاف و203 أمتار قرب مدينة كابرون الذي يعلو فوق كل شيء. الشيء الذي يثير الإعجاب أكثر من المنظر البانورامي للقمم التي يبلغ عددها نحو 30 قمة وترتفع لنحو ثلاثة الآف متر هو المشهد الذي يمكن رؤيته في الوادي في الساعات المبكرة من الصباح. فهناك وسط الهدوء والسكينة بحيرة تسيلر سي التي يبلغ طولها نحو أربعة كيلومترات وعرضها نحو كيلومتر واحد وعمقها 86 مترا. وفي الصباح قارص البرودة تبقى تلك البحيرة مغطاة جزئيا تحت الضباب حيث تنتظر أن تأخذ نصيبا كبيرا من شعاع ودفء الشمس قبل أن يتبخر الضباب تماما. وعلى خط الساحل هناك «مدينة تسيل أم زية الراقية» بمتاهاتها من الدروب الضيقة في قلب المدينة القديمة وبرج كاستنارتورم الذي يقع متحف التاريخ المحلي في أدواره الأربعة.