قتل ستة أشخاص وجرح 35 آخرين، أمس، في بنغازي شرق ليبيا في مواجهات دارت بين متظاهرين مناهضين للنظام وقوات الأمن، حسب مواقع إلكترونية معارضة. كما قتل أربعة أشخاص على الأقل في مدينة البيضاء الواقعة على بعد 200 كلم شرق بنغازي في مواجهات أخرى، أمس، الأول. وفي المقابل، تجمع آلاف من المؤيدين للزعيم الليبي معمر القذافي في الساحة الخضراء بالعاصمة طرابلس لمواجهة الاحتجاجات ضد النظام. وكانت السلطات أفرجت عن 110 أشخاص كانوا معتقلين بتهمة التخطيط للإطاحة بالنظام في محاولة للحد من امتداد المظاهرات التي اندلعت في بنغازي والبيضاء. أفادت مصادر المعارضة الليبية بأن أربع مدن على الأقل شهدت، أمس، مظاهرات مناوئة للزعيم معمر القذافي. وخرج المتظاهرون إلى الشوارع استجابة لدعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية. وحثت رسائل نشرت على موقع «ليبيا وطننا» المعارض الليبيين على المشاركة في الاحتجاجات في يوم الغضب، حسب موقع بي بي سي. وقال موقع إلكتروني آخر للمعارضة إن المظاهرات خرجت في بنغازي والبيضاء وزنتان وريجبان وإنها شهدت مواجهات مع قوات الأمن. وظهر في فيديو على موقع يوتيوب لم يتسن التأكد من صحته محتجين في زنتان يرددون هتافات ضد القذافي، بينما قال المعارض فايز جبريل إن «الليبيين كسروا حاجز الخوف». وبحسب مواقع المعارضة ومنظمات غير حكومية قتل أربعة أشخاص على الأقل في المصادمات بين قوات الأمن والمتظاهرين في مدينة البيضاء. وأفادت تقارير نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أن النيران أطلقت على المتظاهرين من مروحيات، وأفادت مصادر أخرى أن قناصة قد أطلقوا النار على المتظاهرين. وكان 38 شخصا قد جرحوا في مواجهات جرت الأربعاء في مدينة بنغازي في ساحة عمر المختار وقرب جامع جمال عبدالناصر. في هذه الأثناء تجمع آلاف من المؤيدين للزعيم الليبي معمر القذافي في الساحة الخضراء في مدينة طرابلس لمواجهة احتجاجات محتملة ضد النظام ورددوا شعارات تقول «نحن ندافع عن القذافي» و«الثورة مستمرة». ولوحظ أن حركة المواصلات في طرابلس تسير بشكل طبيعي ولم يلاحظ تواجد أمني غير عادي في المدينة. وقالت منظمة هيومان رايتس ووتش ومقرها نيويورك إن السلطات الليبية اعتقلت 14 ناشطا. أما العقيد القذافي، فشارك مساء الأربعاء في مهرجان أقيم بمناسبة وضع حجر الأساس للمقر الجديد لنادي الأهلي الرياضي في طرابلس بحضور الآلاف من مشجعي النادي. ويقول القذافي، الذي يحكم ليبيا منذ 40 عاما، إن بلاده ليست بحاجة لاستيراد المفاهيم الغربية للديموقراطية، فهي تدار حسب «النظرية الثالثة» التي تعتمد على «اللجان الشعبية». من جهة أخرى، دعت أمريكا ليبيا إلى الاستجابة لتطلعات شعبها وذلك إثر المواجهات التي دارت بين قوات الأمن الليبية ومتظاهرين التي أوقعت عشرات الجرحى. وقال فيليب كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية «إن دول المنطقة تواجه المشكلات نفسها في مجال التطلعات الشعبية والحاجة إلى إصلاحات». كما دعت بريطانيا «جميع الأطراف في ليبيا إلى التحلي بضبط النفس وعدم اللجوء إلى القوة» أثناء المظاهرات المناهضة للحكومة. وقال أليستر بيرت وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا «نحن نشعر بالقلق إزاء المعلومات التي ترد الينا حول توقيف ليبيين دعوا إلى التظاهر أو أعربوا عن آرائهم في وسائل الإعلام، وأدعو الحكومة الليبية إلى احترام حق التجمع سلميا وحرية التعبير» .