أذكر أنه كان في بداية رمضان بدأ أخي مراجعة «مستشفى أبها العام» ليجد علاجا من مشكلة الحصى التي ألمت به، وطوال الشهر كان ينتظر أن يأتي موعده ليجري الأشعة الخاصة في مستشفى عسير، إذ لا يوجد في مستشفى أبها قسم لهذه الأشعة «أشعة الصبغة»، وعند اقتراب نهاية الشهر دون حلول أي موعد انتقلنا إلى طوارئ مستشفى محايل العام في ليلة اشتد فيها الألم عليه، وطوارئ المستشفى حكاية أخرى! فالمفروض أن تكون هي غرفة للعمليات ولتحرك الأطباء وإسعاف المرضى، وكل ما هناك طبيب عام يعلم أنه في مكان لن يحاسبه أحد، وله أن يبطئ في عمله كيفما شاء، فقد قدم فتى لويت قدمه على شاب ارتج رأسه وانفلقت جمجمته لأنه يلتزم بالدور!. كان هذا في نهاية شهر رمضان وحدد لنا الدكتور مواعيد متتالية من ثالث أيام العيد حتى السادس أو السابع وبعد هذه المشاوير التي على المريض أن يتحملها ويصبر عليها لأنه مصاب ويبحث عن الشفاء، أخيرا أجرى أخي أشعة الصبغة التي لم يصلنا الدور فيها بمستشفى أبها العام، وكان رأي الدكتور أنه لا توجد حصى في الكلية ولكن هناك تشوه وعيب خلقي في بداية الحالب مع الأخذ أن حصى قد خرجت بعد يوم من زيارة الطوارئ الأولى وسلمنا الأمر لله وقال الدكتور إن عليه أن يجري أشعة نووية ولا توجد هنا في مستشفى محايل، بل سيحولنا إلى مستشفى عسير وبعد أن تظهر نتائج الأشعة سنرى تماما ما أهمية العملية وكيف سنجريها «وهي عملية توسيع بداية مجرى الحالب». وفعلا أرسل المستشفى فاكسا إلى مستشفى عسير لتحديد موعد لأشعة نووية، كان هذا في بداية شهر شوال، ونحن ننتظر منذ أشهر أن يتصل مستشفى عسير ليحدد لنا موعد الأشعة النووية، مع ملاحظة توصية الوالد لأحد دكاترة المستشفى لمتابعة الموعد! هذه المواعيد الجميلة طويلة المدى التي تنسي المريض مرضه وعلته وتجعله لا يعترف بالمستشفيات كجدتي «صالحة»، هي التي تقتل المواطن المسكين الذي يقف وينتظر في ممرات المستشفيات الحكومية حتى يأتي. إن موعدا مع المستشفيات الحكومية سيزيدك مرضا على مرض وهما على هموم. ماذا نصنع بالمال إذا لم يجعلنا أصحاء؟! تذكرت أني قبل أكثر من خمس سنوات كنت أراجع عيادات محايل الخارجية لنزع أعصاب أحد ضروسي فكأني كل مرة أدخل إلى غرفة التعذيب ثم أخرج لأنه كان دون مخدر ومع ذاك استمرت المواعيد لنزع الأعصاب وحشي الضرس ثلاثة أشهر وربما كانت لتستمر أكثر إلا أني توجهت لطبيب خاص ودفعت نصف مكافأتي في موعد واحد وآخر للمراجعة مدونة وردة النسيم http://rosebreeze.blogspot.com/