أعاد وزير العمل المهندس عادل فقيه على لسانه «عبارات» جاءت على لسان وزير العمل الراحل تتعلق بعزوف الشباب السعودي عن العمل في المطاعم والمقاهي بزعم أنها «مهن معيبة»، ناصحا الشباب بكسر ثقافة العيب لكن نصائح الوزير الحالي اختلفت عن نصائح الوزير الراحل الدكتور غازي القصيبي التي ترجمها بارتداء زي نادل في أحد المطاعم وتقديمه الطلبات لزبائن المطعم، في حين اقتصرت النصائح النظرية ل«فقيه» خلال لقاء عقده، أمس، مع لجنة الضيافة بغرفة جدة على ضرورة تكاتف الجهود بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وصندوق تنمية الموارد البشرية ومؤسسات القطاع الخاص لتنمية قدرات الشباب السعودي وتأهيلهم للعمل بقطاع الضيافة وإنشاء معاهد متخصصة في هذا القطاع الحيوي المهم الذي سيستوعب أعدادا كبيرة من الشباب الباحث عن العمل. ورحب وزير العمل باقتراح اللجنة بدعم العمل الجزئي واحتسابه ضمن نسبة السعودة، مؤكدا ضرورة وضع الآليات المناسبة له قبل اعتماده وتنفيذه، وقال: «أنا متجاوب دائما للشراكة مع القطاع الخاص بما يخدم المصلحة العامة، وأوصي أصحاب الأعمال بالاهتمام بإدارة الموارد البشرية وتنميتها وتطوير بيئة العمل مما يعزز بقاء الشباب السعودي على رأس العمل والحد من تسربه». من جانبها أوضحت نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة الدكتورة لما السليمان أن قطاع المطاعم والمقاهي من القطاعات المهمة للاقتصاد التي تساهم في إيجاد فرص عمل عديدة من جانب وتنمية السياحة من جانب آخر: «كما أن أصحاب الأعمال في هذا القطاع يشكون من عزوف الشباب السعودي للعمل». وأكدت السليمان أن التدريب والتأهيل والتوعية من الأدوات التي تساعدنا في تحقيق غاية التوطين، مشيدة بدور لجنة الضيافة في توطين القطاع وبتجربة «يوم الضيافة السعودي» الذي رعاه وزير العمل وخدم الشباب السعودي الذي يعمل بالمطاعم بنفسه مما ترك انطباعا إيجابيا لدى الشباب وساهم في تغيير الصورة النمطية تجاه هذه الوظائف. أما رئيس لجنة الضيافة بغرفة جدة الدكتور خالد الحارثي فأوضح أن لقاء وزير العمل كان صريحا وشفافا حيث تجاوب الوزير مع الطروحات التي وضعتها اللجنة واستمع إلى آراء القطاع ومعوقاته، كما طلب من لجنة الضيافة تقديم الاقتراحات والحلول له شخصيا للاطلاع عليها والاستفادة منها، وأكد على تطبيقها مباشرة إذا تم الاقتناع بها وملاءمتها للأنظمة. وأوضح أن اللجنة طرحت على وزير العمل احتساب موظفي الدوام الجزئي ضمن نسبة السعودة Part Time خصوصا أن قطاع المطاعم عالمي وحسب الدراسات من القطاعات التي يكون معظم موظفيها من طلاب الجامعات والذين يعملون بالمواسم، ومن هنا تأتي أهمية تفعيل هذا التوجه لاستغلال أوقات الفراغ الخاصة بالشباب وزيادة الدخل الخاص بهم. وأشار الدكتور الحارثي إلى أن فكرة التدريب وتأهيل الشباب السعودي تبلورت ما بين رغبة الوزير ومبادرة اللجنة، مؤكدا أن هناك آلية تعاون ما بين لجنة الضيافة والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني وصندوق تنمية الموارد البشرية لتدشين معهد متخصص لتدريب الشباب السعودي وتأهيلهم للانخراط بمهن المطاعم ويكون بمستوى مهني وفني عال لتكون مخرجاته تناسب احتياجات قطاع الأعمال، ونتمكن على المدى المتوسط والطويل إحلال جزء من العمالة الأجنبية وإغلاق الفجوة الحالية. وكانت غرة جدة أعدت أخيرا دراسة حول مدى قبول الزبائن للعامل السعودي في مهن المطاعم والمقاهي وكسفت الدراسة أن 97.5 % من الشباب السعودي الباحث عن عمل لا يرغب في العمل في نشاط المطاعم والمقاهي، وجاء من أبرز الأسباب نظرة المجتمع السلبية والصورة النمطية تجاه وظائف المطاعم والمقاهي .