قال رئيس دائرة الاستثمار المسؤول عن أسواق أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في «مؤسسة ميريل لينش» بيل أونيل في مؤتمر صحفي، أمس، إن سوق الكويت للأوراق المالية ستحقق أفضل أداء بين الأسواق الخليجية العام الجاري، معتبرا أن سوقي السعودية وقطر أكثرهما أمانا في المنطقة. وعدد أونيل بعض الصعوبات التي يمكن أن تواجه الأسواق الخليجية في العام الجاري مثل تقلبات أسعار النفط وضعف الدولار وتقلبات الأسواق العالمية المستمرة، مؤكدا أن رسوخ الانتعاش الاقتصادي العالمي بقيادة الأسواق الصاعدة هو سمة هذا العام. وعن الأزمة المالية قال أونيل إن التجربة العملية بينت أن انكماش الاقتصاد العالمي خلال الفترة ما بين عامي 2007 و 2009 كانت أعمق من أزمات الانكماش التي شهدها العالم سابقا وأن الانتعاش اللاحق لها كان أبطأ من سابقيه. وأوضح أن الدول الناشئة أصبحت مصدر المدخرات العالمية متوقعا لها أن تنمو بمعدلات مرتفعة حتى عام 2014 في حين ستستمر معدلات الادخار في التراجع لدى الدول ذات الاقتصادات المتقدمة. وتوقع أونيل، حسبما ذكر تقرير نشره موقع «أرابيا بيزنس» على الإنترنت، نجاح أمريكا في تفادي «الانكماش المزدوج» رغم أن بقاء قدرة اقتصادها على استحداث فرص عمل جديدة ضعيف، مقارنة بمعدله في مراحل الانتعاش الاقتصادي السابقة. وعن أسعار صرف العملات الرئيسية توقع أونيل استمرار ضعف أسعار صرف اليورو خلال العام الجاري وحصول الدولار على فسحة للتنفس، مضيفا أن حل هذه المشكلة يكمن في تنسيق السياسات النقدية بين الدول المتقدمة وسماح الأسواق الناشئة لعملاتها بالتحرك بمرونة. وعن النمو الاقتصادي في أمريكا قال: إن الانتعاش الاقتصادي الأمريكي سيكسب المزيد من الزخم خلال النصف الثاني من العام الجاري ليبدأ في تخفيض معدلات البطالة بالتزامن مع تحول الاقتصاد العالمي للاعتماد على قدراته الذاتية في ديمومة زخم النمو. واعتبر أونيل الأسواق الصاعدة نماذج لتحقيق النمو الاقتصادي، حيث أصبح مستهلكو هذه الدول ذوي أهمية أكبر بكثير من السابق، مؤكدا في الوقت نفسه أهمية التعامل بحذر مع سندات الأسواق الصاعدة وتفادي إغراءات التهافت السائد عليها حاليا بسبب وفرة السيولة المتاحة للاستثمار. وتوقع استمرار الارتفاع الذي شهدته أسعار السلع الأساسية العام الماضي خلال هذا العام بالتزامن مع محاولة الصين كبح جماح التضخم في اقتصادها، مضيفا أن قطاع الطاقة سيتصدر القائمة مع النحاس وغيره من المعادن الصناعية مدفوعا بنمو الاقتصادات الآسيوية في حين أن ارتفاع أسعار الذهب بلغ مداه الأقصى. يذكر أن مؤسسة «ميريل لنش» تعد واحدة من أشهر شركات الخدمات التمويلية العالمية، وهي تقدم عبر وكلائها في مختلف أنحاء العالم خدمات سوق رأس المال والاستثمار والاستشارات وإدارة الثروة وإدارة التأمين البنكي، بالإضافة إلى خدمات مالية أخرى