استبق رئيس وأعضاء المجلس البلدي بمحافظة جدة جلستهم الاعتيادية أمس بجولة جوية على متن طائرة عمودية «هيليكوبتر» تابعوا خلالها الآثار التي خلفتها سيول الأربعاء الماضي، وسجلوا ملاحظاتهم ومقترحاتهم قبل الجلوس على طاولة واحدة مع مسؤولي أمانة المحافظة على مدار أربع ساعات، وطالبوا بالتعاقد مع شركات عالمية لإنهاء الصداع المزمن للسكان مع مخاطر السيول وتصريف مياه الأمطار. واستعرضت الجلسة الجهود التي بذلتها لجنة درء مخاطر الأمطار والسيول، وتحدث نائب رئيس المجلس المهندس حسن الزهراني عن الجولات الميدانية التي قاموا بها لمختلف أحياء جدة المتضررة من السيول، وعرض العضو بسام أخضر فيلما تسجيليا يروي قصة انهيار السد الاحترازي في مخطط أم الخير السكني، وكشف خلاله أن وجود سيارات جرفها السيل أدى إلى غلق فتحة تصريف المياه، الأمر الذي أدى بدوره إلى ارتفاع منسوب المياه بشكل كبير والضغط بقوة على السد الاحترازي الذي لم يشهد أي تحسينات على مدار 40 عاما. وأضاف رئيس المجلس «طرح الأعضاء مختلف ملاحظاتهم وتساؤلاتهم أمام المهندس خالد عقيل نائب أمين جدة الذي أشار من جانبه إلى أن الارتفاع الكبير لمنسوب المياه خلال السيول الأخيرة كان فوق كل احتمال، حيث لم تنجح الفتحات الصغيرة في استيعاب الكميات الكبيرة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الأمطار بنسبة خمسة أمتار في مخطط النخيل»، وأكد أن المشكلة ليست في سد أم الخير فقط، بل في عدم حماية جدة من السيول المنقولة، حيث إن الوضع خطير من هذه الناحية، والسيول التي تدهم المدينة تتسبب في أضرار كبيرة لأحياء شرق الخط السريع وطريق الحرمين، كما أشار إلى أن المضخات الموجودة في الأنفاق لم تستوعب كمية الأمطار الأخيرة بسبب المياه المنقولة إليها، واستشهد بنفق طريق الملك فهد الذي لم يتأثر بشكل كبير من الأمطار بسبب عدم وجود مياه أمطار منقولة. ويرى المجلس أن الحلول المؤقتة التي جرى تنفيذها في مخطط أم الخير غير كافية، وطالب بأن تكون الحلول من مكاتب استشارية وطبقا لمعايير عالمية، كما طالب باستكمال السدود الجاري عملها الآن، وسرعة إنجاز شبكات التصريف الحالية، وشهدت الجلسة عرضا من الأمانة عن الطاقة الاستيعابية للشبكة الموجودة حاليا، وأكد المهندس باعقيل أنه في حال تكرار الأمطار بعد أسبوع ستعاني جدة المشكلة نفسها بسبب عدم كفاية المشروعات الحالية، مشيرا أن التوجيهات السامية ستساهم في حل الكثير من المشاكل وتسرع عجلة المشروعات. وأكد رئيس بلدي جدة أنهم خلصوا في نهاية الجلسة إلى أن الوضع في غاية الأهمية ويتطلب معالجة وفق حلول عاجلة وحاسمة تبدأ من جذور هذه المشكلة لتصل إلى عموم محافظة جدة، وبذلك فإن المجلس البلدي يوصي بأن يستند موضوع درء مخاطر السيول وشبكة تصريف السيول في جدة إلى كل من وزارة المالية ووزارة الشؤون البلدية والقروية باختيار أحد المكاتب الاستشارية العالمية المتخصصة في هذا المجلس بإجراءات الدراسات العالمية اللازمة لذلك وتكليف إحدى الشركات العالمية في تنفيذ مشروع هذه الدراسة حتى تكون الحلول متناسبة مع حجم الكارثة. وخرج المجلس بحزمة من التوصيات والقرارات، منها سحب المياه الموجودة خلف السدود والمياه الراكدة في أحياء جدة، وضرورة معالجة وصيانة الطرق والهبوطات التي حدثت في الأحياء المتضررة وتسريع عملية إزالة الآثار التي خلفتها الكارثة، مع وجود مشروع متكامل لرش مدينة جدة بالمبيدات لمكافحة الحشرات.