حذر خبير طبي من خطر تفشي ستة أمراض وبائية في محافظة جدة بسبب السيول والأمطار، في مقدمتها الكبد الوبائي أ والكوليرا. يأتي هذا التحذير، فيما تعاني محافظة جدة من تدني مستوى الإصحاح البيئي، على خلفية التلوث الكبير الذي تعانيه من جراء انتشار تجمعات المياه الراكدة في مناطق عدة منها، وتدني مستوى النظافة، وظهور الحشرات الناقلة للأمراض المعدية بكثافة في مختلف الأحياء، وخصوصا القريبة من تجمعات المياه ما يوفر بيئة خصبة لتفشي الأمراض الوبائية. وأوضح رئيس قسم الشؤون الوقائية الدكتور أنس البلوشي وجود مجموعة من الأمراض الوبائية الخطرة يحتمل ظهورها وتفشيها في المناطق التي تشهد تدفقا في السيول وحدوث الفيضانات وتجمع المياه على غرار ما حدث في محافظة جدة الأربعاء الماضي. وبين ل «شمس» أن أبرز الأمراض الوبائية المرتبطة بالسيول والفيضانات تشمل إلي جانب الكبد الوبائي أ، والكوليرا، أمراضا أخرى كحمى الضنك، التيفويد، والباراتيفويد، الدوسنتاريا، والغارديا، والشيجلا، والسالمونيلا، والزحار أميبي. ونفى د. البلوشي تسجيل أي حالة للإصابة بالأمراض الوبائية حاليا، مؤكدا أن الفرق الميدانية منتشرة في كافة أنحاء أحياء جدة وتقوم بجولات ميدانية للتأكد من الأوضاع في الأحياء المنكوبة، وأبان وجود اللقاحات اللازمة لدى وزارة الصحة في حالة الحاجة إليها. وأشارت رئيسة قسم مكافحة العدوى واستشاري الأمراض الجرثومية الدكتورة سمر عاصم بدر الدين إلى أن من أخطر المشاكل الصحية التي تقع بعد الفيضانات والسيول الخوف من تفشي الأمراض والأوبئة ينتج منها نوعين من المشكلتين الأولى في تكاثر البعوض والأخرى في اختلاط مياه الشرب بالجراثيم الموجودة بمياه الصرف الصحي. وأشار إلى ضرورة القضاء على البعوض بالرش وحماية أجسامنا من لدغاته من خلال وضع الكريمات المنفرة للبعوض، والحرص على شرب المياه الصحية المعبأة حتى تصدر تصريحات من الجهات الرسمية يطمئنوا الناس على سلامة المياه، كذلك الحرص على غسل الفواكه والخضار التي تأكل نية بالماء والصابون أو الماء والملح أو الماء والخل. وحذر مستشار بأمانة مدينة جدة وعضو تدريس بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور أحمد أبو خطوة من أماكن تجمع المياه وخاصة المياه الحلو لأنها سوف تكون بيئة خصبة لتكاثر بعوض حمى الضنك، ومن العفن الذي ينمو على الجدران والأثاث نتيجة ارتفاع نسبة الرطوبة في المنازل ونتيجة للمياه المتجمعة؛ ما يشكل خطورة كبيرة على صحة الأطفال والكبار. كما حذر من اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحي: «حيث رصدت في بعض الأحياء تسرب مياه الصرف الصحي إلى شبكة المياه وهذا ينبئ بانتشار الكثير من الأمراض الوبائية الخطرة التي تحملها البكتريا والجراثيم». وناشد الأهالي بضرورة القضاء على أي تجمع مائي وتخفيف كل قطرة ماء: «لأنها ستكون خطرة جدا على الصحة العام، والانتباه إلى أسطح المنازل حيث إن الخزانات تسرب قطرات من الماء يتوالد فيها البعوض، وإطارات السيارات القديمة في أحواش المنازل والقوارير الفارغة»، وأكد ضرورة التوقف عن استعمال مياه حال ظهور رائحة غريبة بها، فيجب على الفور التوقف عن استخدامها.