كادت والدة الطفلة هيفاء أن تفقد عقلها بعد أن غابت عنها طفلتها أكثر من 40 ساعة في سيل الأربعاء الممطر. تم إنقاذ الطفلة بعدما طلبت أمها النجدة من قبل دورية الشرطة، التي تصادف تواجدها بالقرب من السيارة المنكوبة، حيث تمكن الملازم أول نواف بن ناصر البوق من أخذ الطفلة بناء على طلب والدتها التي كانت تصارع هي وزوجها الأمواج، التي أخذت تلقي بالسيارة يمنة ويسرة. وفيما عزا والد الطفلة ذيب السبيعي نجاته هو وزوجته، إلى فضل الله، اعتبر الصدفة وحدها التي قادته للموقع: «أنا من محافظة رنية، جئت أنا وزوجتي وطفلتي هيفاء 45 يوما، إلى جدة، للزيارة، ولكن الأقدار شاءت أن نكون في شارع بني مالك حين اشتدت الأمطار، وفجأة غمر مياه السيل الشارع وأخذ يقذف بسيارتي، بل إن الماء وصل إلى المقاعد، حينها كانت بجوارنا إحدى دوريات الشرطة فطلب من زوجتي أن تعطيهم ابنتنا، وأن نواجه نحن قدرنا بما كتب الله لنا، وبعد أن صارعنا السيل لساعات استطاع بعض المتطوعين من الدخول إلى السيارة وإنقاذي أن وزوجتي، بعدها بدأت رحلت البحث عن ابنتي، فقد علمت أنها بالمستشفى ومكثت أسير على الأقدام إلى مسافة أكثر من 15 كيلو مترا، حتى وصلت إليها واطمأننت على فلذة كبدي، وكانت والدتها في حالة هستيرية لم تخرج منها حتى استطعت أن أوصلها إلى ابنتها في اليوم التالي». وذكر الملازم أول نواف البوق مساعد الناطق الإعلامي بشرطة جدة أثناء تنفيذ مهمة مساعدة المواطنين وطالبي النجدة بالشوارع والمدارس ومواقع الاحتجاز: «صادفنا عربة بها امرأة وزوجها وطفلة رضيعة بيد أمها، وطلبت النجدة حيث كان السيل يتلاعب بسيارتهم، وتم إنقاذ الطفلة، بينما فضلت الزوجة المكوث مع زوجها الذي كان يصارع أمواج السيل، حيث لم يكن هناك وقت لإنقاذهم جميعا، فسرعة السيل كانت أقوى وأسرع من الانتظار، وسرعان ما ابتعدت سيارتهم عنا طفوا مع تدفق السيل، وأبلغت العمليات عن وجود الطفلة معنا، وهي بحالة سليمة لإشعار أهلها عند الاستفسار عنها». وأشار إلى أنه عقب مصارعة السيل داخل العربة استمرت ست ساعات، استطعنا بفضل الله عبور شارع بني مالك، ومن ثم قطع شارع فلسطين، والاتجاه لمستشفى الولادة والأطفال بالعزيزية، حيث تم الكشف على الطفلة، وأكد الأطباء سلامتها، ولله الحمد». وبين أنه خلال ساعات الإنقاذ جرى إنقاذ العديد من العالقين وإركابهم على سطح وجوانب العربة، مما أدى إلى ثباتها بعد إرادة الله في وجه السيل: «سررت باتصال العمليات الذي بشرني بسلامة والدي الطفلة، والسؤال عنها ورغبتهم في استلامها، فما قمنا به هو من صميم عملنا، وواجب يحتمه شرف المهنة سواء لي أو لأي زميل من منسوبي الأمن العام وكلنا فداء للوطن».