أنهت رصاصة غادرة من مهرب أمس حياة رجل أمن على الشريط الحدودي بمنطقة جازان، أثناء قيامه بواجبه لصد مجموعة من المهربين وعدم تمكينها من التسلل والدخول إلى الأراضي السعودية بطريقة غير نظامية. وأدى تبادل إطلاق النار بين المهربين وإحدى الدوريات الأمنية التابعة لقطاع حرس الحدود بالخوبة إلى استشهاد وكيل الرقيب محمد بن علي المجرشي، الذي أصيب في منطقة شعب الزيادي بالقرب من مركز أبوالرديف الحدودي ونقل على أثرها لمستشفى صامطة العام، حيث لقي مقتله هناك. وأشار الناطق الإعلامي بحرس الحدود بجازان العقيد عبدالله بن محفوظ أنه «أثناء قيام إحدى دوريات حرس الحدود بجازان صباح أمس بواجبها، شاهدت مجموعة من الأشخاص قادمين من الأراضي اليمنية للأراضي السعودية سيرا على الأقدام بطريقة غير مشروعة، وهم يحملون أكياسا لا يعرف ما بداخلها، فتم اعتراضهم من قبل الدورية للقبض عليهم، فبادر المهربون بإطلاق النار، وتم الرد عليهم بالمثل وتبادل إطلاق النار معهم، ونتج من ذلك مقتل أحد أفراد حرس الحدود، وعاد المهربون من حيث أتوا». كما وجه المدير العام لحرس الحدود اللواء الركن زميم السواط بنقل تعازي النائب الثاني وزير الداخلية ونائبه ومساعده لذوي الشهيد المجرشي، وقال قائد حرس الحدود بجازان اللواء إبراهيم العايدي: «إن الشهيد قدم روحه وهو يدافع عن حدود الوطن الغالي، وإن رجال حرس الحدود المخلصين يعملون على خط ساخن من أجل الذود والدفاع عن حدود بلادنا الغالية، ولن تثنيهم هذه الحادثة عن أداء واجبهم لحماية بلاد الحرمين الشريفين في ظل توجيهات ودعم غير محدود من أمير منطقة جازان الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز». وزارت «شمس» منزل الشهيد والتقت والدته التي ظلت متماسكة، وأكدت أن ابنها استشهد في سبيل الدفاع عن الوطن الغالي، وهو شرف كبير، مبينة «صحيح أني فقدته، حيث تعرض لطلق ناري استقر في أحد الأوعية الدموية، إلا إنه قاوم وحاول صد العدوان، وعندما لم يقو على ذلك تمدد على سلاحه». وأشارت والدة المجرشي إلى أن ابنها يعول أسرة كبيرة مكونة من زوجته وأولاده العشرة، بالإضافة إليها وشقيقته وولدها اليتيم، وأضافت «رغم حزني العميق، أجدني سعيدة وفخورة بابني البطل الذي قدم روحه في سبيل الدفاع عن هذا الوطن الغالي، وأنا وجميع ما أملك فداء له». وعن وضعهم الأسري في الوقت الراهن أجابت «ابني هو عائلنا الوحيد، واستشهد وفي ذمته ديون تقارب ال 200 ألف ريال، ولا شك لدي في أن قادة ومسؤولي هذا البلد لن يتخلوا عنا، فمحمد دفع حياته لهذا الوطن، ونعلم أنهم لن يتركونا وحدنا، فهم المعين لنا بعد الله». وأكد ابن عم الشهيد الدكتور خالد المجرشي أنه تلقى اتصالا منه «هاتفني عند الواحدة من فجر أمس الأول ، كان يطلب أن أوصل إحدى بناته إلى المستشفى لأخذ حقنة، حيث تعاني نقصا في الدم، كان صوته منخفضا، وعندما سألته عن ذلك أجاب: إنني أتولى الحراسة، فأنا موجود على أطراف الحدود». مشيرا إلى أن للشهيد عشرة أطفال، تسع منهم بنات وولد يكبرهم وعمره 20 عاما، وأصغر بناته أميرة، عمرها ثلاثة أعوام، ومعظمهم مصابون بمرض فقر الدم، مؤكدا أنه أصيب بثلاث طلقات نارية من المتسللين الذين يبلغ عددهم 12 متسللا. وجثمان الشهيد المجرشي سيوارى الثري اليوم بعد صلاة العصر