في خبر غريب جدا بالنسبة لنا، قرأت أن علماء في الغرب يبحثون عن طريقة لمعرفة وزن الكيلو جرام بطريقة غير مادية، ذلك أن الكيلو المعياري الذي يحتفظ به في الهيئة العالمية للأوزان والمقاييس في فرنسا قد فقد من وزنه ما يوازي ذرة رمل! المشكلة أن الأسطوانة المعيارية قد صنعت عام 1889، ولم يحدث إلا هذا التغيير، وقامت كل هذه الجلبة التي يأمل العلماء أنهم سيصلون إلى حلها بحلول عام 2015! لم أستطع التوقف عن التفكير بالمقاييس والمعايير لدينا هنا، فالكيلو جرام لا يفقد ذرة رمل من وزنه، بل الطن يفقد وزنه كله ويمضي كل في سبيله بلا جلبة ولا »تكبير أمور على الفاضي»، والعملية لا تستغرق قرنين لتحدث، فالوزن هنا يختفي في لمحة عين، والحل بسيط، نصنع كيلوا ثانيا وثالثا إلى أن يجد الكيلو مكانه. ألم يعلم الغرب أن الدقة لدينا ليس لها أهمية كبيرة؟! فالتشدد جفاء، والدنيا فانية، وعادي جدا لو نقص من طن الحديد «كم كيلو»، ومن المليار «كم مليون»، فكلنا إخوان، «واللي في جيبك في جيبي». بصراحة أظن أن الغرب وعلماءهم بخلاء، أقاموا الدنيا وشحذوا الهمم على «ذرة رمل»، الرمال هنا تختفي بالكيلومترات لا الكيلو جرامات، ولكنا سعداء ونعيش بسلام على صفيح الإيجارات الساخن، ولم نبلبل ولا نولول، ولم نضع خططا خمسية لاسترداد ذرة رمل. إن كان الأمر يهمهم جدا ويزعج نومهم فحياهم وبياهم، دونهم الرمال فليأخذوا منها ما يريح بالهم ويقر عيونهم ليستردوا ما نقص من «الكيلو جرام»!. أقترح أن تقوم بعثة متخصصة من هنا بلقاء هؤلاء العلماء لتساعدهم على فهم الأوزان النسبية، وأنه قد يفرق الكيلو عن كيلو، فكيلو «واسطة» مثلا أثقل بكثير من طن «ملفات علاقي»، ومتر بشت المدير أطول من مئة كيلو طريق، أما مليلتر عطر حرم المسؤول فهو أكثر بكثير من أطنان المياه في شوارع جدة!