معاناة أخرى في انتظار سكان جدة، مواطنين ومقيمين، فبعد أن استجمع الناس بعض أنفاسهم إلا أن بعضهم مهدد بتأثيرات فقدان بطاقات هوياتهم التي ابتلعتها المياه، حيث ستتعطل مصالحهم كثيرا ويضيع زمنهم في المراجعات لاستخراج بدل فاقد، إضافة إلى الخوف من أن يعثر عليها بعض ضعاف النفوس فيعمدون إلى تزويرها واستخدامها في أنشطة غير قانونية. وقال سرور الحلواني إن كرت العائلة وجميع هوياته ومبلغ 2600 ريال غرقت جميعا، بينما كان يحاول مع عدد من المارة إنقاذ ابنه الذي كادت تبتلعه المياه: «فكرت بالذهاب بطفلي إلى أحد المستشفيات لكني تذكرت البيروقراطية القاتلة التي تتعامل بها بعض الجهات حتى في الكوارث ولجأت إلى سيارة إسعاف عابرة قدمت الإسعافات اللازمة له». وأضاف أن غرق الهويات والأوراق الثبوتية سيظل يقلق أصحابها بسبب الإجراءات التي ظهرت على السطح إبان كارثة جدة العام الماضي عندما ظل العديد يراجعون لأشهر لاستخراج بدل فاقد. أما مختار «باكستاني» فذكر أنه فقد إقامته وجواز سفره بالإضافة إلى إثباتات ثلاثة من زملائه بالسكن ويخشون جميعا أن تظن الأجهزة المختصة أنهم مخالفون لنظام الإقامة، مشيرا إلى أن بعض المخالفين سيحاولون الادعاء بضياع هوياتهم من أجل أن يجدوا فرصة للبقاء فترة من الوقت. وأشار حمود سالم إلى أن الأوراق والثبوتيات تشمل صكوكا وبطاقات عمل وشيكات وبطاقات صرف آلي وجوازات سفر وبطاقات عضوية وغيرها والتي ستأخذ وقتا طويلا من مراجعة جهات إصدارها في ظل إجراءات روتينية قد تستغرق وقتا طويلا. إلى ذلك كان الشاب رمزي ومجموعة من زملائه يمسكون بكيس قرب شارع حائل أمس الأول به كمية كبيرة من الأوراق والهويات والبطاقات عثروا عليها في الشوارع بعد انخفاض منسوب المياه حيث سيسلمونها للجهات المختصة.