كرمت الهيئة العامة للاستثمار أكبر مئة شركة أجنبية مستثمرة في المملكة، تقديرا لقيام هذه الشركات بتوسيع نشاطها الاستثماري وتعزيز تواجدها بالمملكة. وجاء تكريم هذه الشركات، التي وصل إجمالي استثماراتها إلى 28 مليار ريال ضمن جائزة مؤشر الاستثمارات الأجنبية المتدفقة للمملكة، التي وزعت مساء أمس الأول في ختام منتدى التنافسية الخامس. وأكد محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ، أن المملكة ستواصل مسيرتها في بيئة الاستثمار بعد أن حققت المرتبة ال11 في تصنيف البنك الدولي حول تنافسية بيئة الاستثمار، وأنها لن تقف عند هذه المرتبة. وبين الدباغ أن الأثر الإيجابي لبرنامج «10×10» شمل أبعادا اقتصادية يتعدى كونه إنجازا ومرتبة متقدمة على المستوى الدولي، مشيرا إلى أن برنامج الشركاء المحليين من الجهات الحكومية ذات العلاقة ساهموا في بلوغه أهدافه. وتوزعت استثمارات هذه الشركات بين القطاعات المختلفة، فقد حصل قطاع الصناعة التحويلية على «36 %»، يليه قطاع الخدمات المالية والتأمين بنسبة «23 %»، ثم قطاع توليد الكهرباء وتحلية المياه بنسبة «10 %»، ثم قطاع المقاولات بنسبة «9 %»، وقطاع النقل والاتصالات بنسبة «9 %»، وقطاع التعدين واستكشاف النفط والغاز بنسبة «8 %». وذكر الدباغ أن استثمارات هذه الشركات تشكل 21 % من إجمالي التدفقات التي شهدتها المملكة، والتي بلغت «133» مليار ريال، أهلت المملكة لاحتلال المركز الثامن عالميا من حيث حجم التدفقات التي شهدتها دول العالم المختلفة وفقا لتقرير الأونكتاد 2010. من جهة أخرى ذكر المدير العام لهيئة المدن الصناعية ومناطق التقنية الدكتور توفيق الربيعة أن النمو الكبير في تدفق الاستثمارات الأجنبية للمملكة شمل مختلف دول العالم مثل أمريكا والإمارات العربية واليابان، الكويت، فرنسا، والصين، لافتا إلى أن أغلب استثمارات قطاع الصناعة الذي يعد من أهم القطاعات التي تساهم في التنمية المستدامة بالمملكة، أجنبية. وأشار الربيعة إلى أن إجمالي الاستثمارات الأجنبية بالمملكة وصل 552 مليار ريال، فيما وصلت المبيعات السنوية للمشاريع التي تحتوي على رؤوس أموال أجنبية 395 مليار ريال، كما وصلت مشترياتها المحلية السنوية 225 مليار ريال، وتشكل نسبة صادرات الاستثمار الأجنبية والمشتركة إلى إجمالي صادرات المملكة دون النفط الخام نحو 57%. وأوضح الربيعة أن المملكة حققت أكبر نجاح في الاستثمار الأجنبي منذ الخمسينات من خلال أول وأكبر شراكة في تاريخ الشرق والأوسط، حيث بدأت بشركة «كاليفورنيا ستاندارد أويل كومباني»، حتى أصبحت «أرامكو السعودية»، وتحولت إلى أكبر شركة دولية نفطية ساهمت في تطوير اقتصاد المملكة. وأضاف: «من الأمثلة الأخرى لنجاح الاستثمار الأجنبي في المملكة شركة Japan Geety وشراكة «أرامكو» و«سوميتومو» في بترو رابغ والشراكة مع «توتال في ساتورب». واختتم الربيعة حديثه بتأكيد أن الإبداع والابتكار مرتبط بالاستثمار الأجنبي، حيث يرى المحللون الاقتصاديون أن الاستثمار الأجنبي يحفز ريادة الأعمال، ما يدفع المهارات المحلية والدولية إلى الإبداع والتميز. وأكد على أهمية عقد منتدى التنافسية كأساس لانطلاق مبادرات ترتقي بالمملكة؛ لتنافس على أعلى المراتب لما فيه مصلحة الجميع.