تحدث الاختبارات المدرسية تغيرات في الحياة اليومية للأسر ويأخذ همها النصيب الأكبر من الاهتمام العام ويمارس بعض أولياء الأمور الضغط على الأبناء والتضييق عليهم وتهويل الموقف، ما قد يؤثر على استيعابهم ويجعل شغلهم الشاغل كيف يتجاوزون الاختبارات ليس من أجل النجاح والتقدم ولكن اتقاء غضب الآباء، الذين ينسون أبناءهم طوال السنة ويتذكرونهم في أيام معدودة. ولو كانوا بدؤوا معهم منذ بداية العام الدراسي لما تحول موسم الاختبارات عند البعض إلى عنق زجاجة ضيق يدفع ثمنه الطالب الذي يحاول بأي طريقة اجتياز الامتحان ومحاولة تعويض ما فاته. وفي خضم هذه التغيرات الموسمية والضغوط الأسرية والاجتماعية قد يتعرض الطالب لاحتمالية الوقوع في براثن المخدرات التي تروج بوهم المساعدة على الاستيعاب والترويح عن النفس، وهي بالطبع على العكس من ذلك، ولكن الضغوط التي يواجهها الطالب قد تجعله صيدا سهلا لتلك العصابات التي تنشط مثل الخلايا السرطانية في جسد المجتمع. وقد حذر تربويون من فترة خروج الطلاب من الاختبارات إلى حين عودتهم إلى المنزل ووصفوها بالخطيرة؛ وذلك لاختلاف مواعيد خروج الطلاب وعدم معرفة الأهل بها خاصة مرحلة المراهقة التي يحاول فيها الطالب إثبات ذاته والانجراف وراء هوى نفسه أو ردة فعل على إخفاقه في الإجابة عن أسئلة الامتحان ذلك اليوم. لذا يجب على الأسر أن تراعي هذه الفترة وتهيئ الجو المناسب وتحذر الأبناء من خطر المخدرات وتضعهم تحت المراقبة المعتدلة، ولا تجعل نجاحهم أو رسوبهم مفترق طرق في حياتهم، إذ لا بد أن يستوعبوا أنها مسارات قد ينتقل الطالب من أحدها إلى الآخر بناء على الظرف المواتي، ومن فاتته فرصة، فهناك فرص قادمة قد يعوض فيها ما خسره، وألا يكثروا عليهم اللوم والتوبيخ فمن الأفضل أن نتقبل الفشل ونحاول أن نعالجه في المستقبل لئلا يتعرض الأبناء بسبب الحرص الزائد المفاجئ إلى مسارات سلوكية خاطئة قد تؤثر على حياتهم طول العمر، وقد اعترف بعض العائدين إلى سواء السبيل أن لحظة انحرافهم جاءت في فترة الاختبارات نتيجة الضغوط التي يعيشونها متزامنة مع تغيير الروتين اليومي في المدرسة والمنزل.