غيرت فتيات المنطقة الشرقية، من نمط حياتهن هذه الأيام، عما كن عليه في أيام الصيف، حيث التسامر أمام بحر العزيزية، أو مداعبة أمواج شاطئ نصف القمر ضمن نزهة عائلية. وما إن أعلن فصل الشتاء قدومه، حتى ظهرت عبارة «حفلات الباربيكيو»، حيث باتت الفتيات ينتظرن حلول الإجازة من كل أسبوع بفارغ الصبر، حيث يجتمعن في منزل إحداهن بمجرد أن يرخي الليل سدوله، متحلقات في فناء المنزل حول أدوات الشواء ليبدأن معها الحفلات المذكورة. وانتشرت سريعا هذه الحفلات، التي تعد حفلات شبابية الطابع تخلو من الرسميات وتكسر النمط الكلاسيكي لتجمعات الفتيات المعتادة؛ لتصبح إحدى أبرز الابتكارات لدى الفتيات في فصل الشتاء خصوصا. وتبرز منها سمة البساطة التي تغلف هذه النوعية من التجمعات إلى جانب الخروج عن النمط التقليدي لتجمعات الفتيات في المنازل, هكذا عبرت عنها نسرين الصوفي: «إنها حفلات خارجة عما هو معتاد، وهو الأمر الذي ميزها، وجعل رقعة انتشارها في اتساع بين الفتيات، بدءا من المرحلة الثانوية مرورا بالجامعية، لتصل مداها بين صفوف الموظفات أيضا، وخرجت حفلات الباربيكو من كونها تجمعات عائلية، إلى نطاق تجمعات الفتيات، إلى جانب أنها باتت مطلبا ملحا عند الكثيرات منهن». وتفسر الصوفي الإقبال على هذه النوعية من الحفلات؛«دخول فصل الشتاء هو الأبرز فيما يخص زمان المناسبة، علاوة على أن البساطة في اللبس والبعد عن الاستعراض، جعلها تكسب أفئدة الفتيات، إلى جانب أنها تنظم عادة في الهواء الطلق، ما يجعلها أكثر أريحية وقربا من غيرها، التي عادة يشوبها التصنع والتظاهر والتكلف سواء باللبس أو طرق تقديم المأكولات». وتشاطرها الرأي ابتسام عبدالعزيز في كون تلك الحفلات الأقرب حاليا إلى قلوب الفتيات والمحببة لديهن، «أرى ذلك في حفلات الباربيكو من خلال عدد الحضور والابتهاج الواضح على محيا الفتيات، عكس الحفلات الأخرى، ما يفسر إقبالهن الكبير على تنظيمها في منازلهن، واللافت للأمر هو سيل الأفكار التي تطرحها الفتيات لجعل هذه الحفلات أكثر متعة، فبمجرد أن ترسل صاحبة الحفلة رسائل عبر البلاك بيري لصديقاتها لدعوتهن إلى الحفلة بمنزلها يأتيها سيل من المقترحات على سبيل جلب عدد من الألعاب الشعبية كالكيرم والدومينو أو غيرها من الألعاب الورقية كالبلوت، أما أبرز الأطعمة التي يتم شواؤها فتعتمد على المجمدات كالبرغر أو الكباب إلى جانب قطع الدجاج أو أعواد الذرة إلى قطع الخضار، وعملية الشواء ليست عسيرة، وتجهيز الأدوات، كذلك باتت لدي خبرة لا بأس بها كوني وصديقاتي نعكف على تنظيمها بشكل شبه أسبوعي في فناء المنزل». وتؤيد أسماء الخالد هذه النوعية من الحفلات،«أرى أنها أفضل مناسبة لرمي هموم ومتاعب أسبوع كامل سواء لدي كطالبة أو لدى غيري من الموظفات، بل أفضل من تجمعات الفتيات بالكوفي شوب، وبعيدة عن التجمعات الاعتيادية للفتيات، وقد تكون نوعا من الترفيه المبتكر؛ نظرا لعدم وجود أماكن أخرى غير المجمعات التجارية نستطيع أن نرفه فيه عن أنفسنا بعد انقضاء أسبوع كامل من المذاكرة».