ما علاقة معالي وزير العمل ب «الأشهر الثلاثة»؟ فكل وعوده التي أطلقها كانت مرتبطة بهذه المدة، فهو يؤمن أن أي عمل يحتاج لثلاثة أشهر كي يتم، فهل هي مسألة نضج للعمل أم أن الوزير يعتقد أن هذه المدة كافية للنسيان ولتجديد الوعود لمدة مماثلة؟ وهل هناك علاقة بين «أشهره الثلاثة» والأشهر الثلاثة مدة التجربة في عقد العمل؟ ربما. بعد أن تولى الوزير وزارة العمل وعد أنه سيتكلم بعد ثلاثة أشهر.. وبعد أن تكلم لم يقل شيئا، وعندما قال شيئا أخبرنا أن هناك قرارات جديدة مهمة لنظام السعودة بعد ثلاثة أشهر.. وهناك دليل لإجراءات مكاتب العمل سيصدر بعد ثلاثة أشهر.. ويبدو أن الوزير اعتاد على مواعيد النتائج الفصلية للشركات المساهمة. الغريب أن القرارات المهمة بخصوص السعودة ستكون بعد عقد ورش عمل.. فقد قال: «إن هذه الآليات والقرارات، سيتم إصدارها عقب عقد ورش عمل مع الغرف التجارية الصناعية، ورجال الأعمال في عدد من مناطق المملكة». السؤال هنا: كيف تكون قرارات مهمة وجديدة ومن ثم الحديث عن عقد ورش عمل؟! هناك احتمالان، الأول أنه ليست هناك قرارات حتى الآن، ولكنه يتمنى وجودها بعد عقد ورش العمل، الثاني أن هذه الورش صورية فقط والقرارات نضجت وانتهى الموضوع. يبدو أن وزارة العمل احترفت الكلام بعد الصيام، وقدر السعودة أن تكون كلاما فقط وهي التي نعاها معالي الوزير قبل فترة وها هو يحييها من جديد.. ولكن بعد ثلاثة أشهر!. تضاعفت خطط التنمية خلال السنوات الخمس ومن المفترض أن تتضاعف معها فرص التوظيف، لكن نسب البطالة في ازدياد مما يجعل الصورة قاتمة وغير واضحة. أنا مؤمن أن خفض معدلات البطالة ليست قضية وزارة العمل فقط، بل تحتاج إلى حلول جذرية من الأعلى إلى الأسفل نزولا وليس صعودا من وزارة العمل.. وأرجو من معالي الوزير أن يعيد إماتة السعودة وينفض يده منها كي يتحرك الجميع ولا يجعلنا مخدرين بخطط فصلية غير فاعلة.. حينها أثق بأن الأشهر الثلاثة ستكون كافية لحل المشكلة.