اعترف وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد خشيم، بضعف تجهيز سيارات إسعاف الوزارة الموجودة حاليا في المستشفيات. وقال «المريض يستطيع التحمل إذا كانت سيارات الإسعاف مجهزة والمستشفى المستلم على علم أن الحالة في الطريق، لكن الذي أقصده أن سرعة التحويل غير جيدة وسيارات الإسعاف غير مهيأة وعملية النقل غير آمنة، إذ إن النجاح في عملية التحويل جزء كبير وأساسي، لأنه سيؤدي إلى نجاح خطة المشروع الوطني للرعاية المتكاملة والشاملة». وكشف خلال افتتاحه في قاعة مكارم بفندق ماريوت الرياض أمس، ورشة عمل «آلية تحويل الحالات الإسعافية الطارئة بمنطقة الرياض» بحضور المدير العام لإدارة الطوارئ بوزارة الصحة الدكتور طارق العرنوس، ومديري المستشفيات وأقسام الطوارئ، أن الوزارة ستطلق خطتها الاستراتيجية خلال الفترة القليلة المقبلة، مؤكدا أن المشروع الوطني للرعاية المتكاملة والشاملة، والنظام المؤسسي، وأنظمة القياس والخطة الشاملة والجودة أهم أركانها. وأوضح خشيم حاجة الوزارة إلى أسطول كبير جدا من سيارات الإسعاف المجهزة والمرتبة، مشيرا إلى أنه أضيف للوزارة في ميزانية هذا العام 200 مليون ريال لشراء 600 سيارة إسعاف جديدة. وأكد أن موضوع إحالة المرضى من المستشفى الطرفي إلى الأكبر كاد يكون الشغل الشاغل لوزير الصحة، بسبب أن المريض هو الركيزة الأساسية في المشروع الوطني للرعاية المتكاملة والشاملة الذي يركز على الخدمات في المستشفيات الكبيرة، والتأكد من أن كل منطقة لديها تخصصات كاملة، وتوفير رعاية صحية أولية جيدة، وكذلك الوصول إلى أي تجمع سكاني وتقديم مقعد صحي جيد، والتأكد من نقل المريض بسرعة وطريقة آمنة إلى المستشفى المركزي في المنطقة. وطالب خشيم مديري المستشفيات بتطوير الخدمات المقدمة للمرضى خصوصا أن الوزارة مقبلة على مشروع التطوير، إضافة إلى الدعم الكبير الذي ستحصل عليه لإحداث طفرة كبرى في إنشاء المستشفيات وتوريد الأجهزة الطبية وتجهيزها بكامل احتياجاتها «نحن الآن نتحدث عن مشروع التطوير في الوزارة، وننظر إلى الخمسة أعوام المقبلة التي سنشهد خلالها طفرة كبرى في إنشاء المستشفيات بجميع مناطق المملكة وتجهيزها بكافة احتياجاتها، لكن المشكلة ستبقى في شيئين؛ الأول البشر الذين يديرون هذه الأجهزة والنظام الذي يحكمنا جميعا، فالتحدي الأكبر ليس في بناء المستشفيات أو شراء الأجهزة وإنما فينا كعاملين أطباء وفنيين وممرضين، ونحن تواجهنا قناعات خاطئة وأشياء كثيرة تعودناها تؤدي إلى معوقات كبيرة وأحيانا نصاب بالإحباط لأنه تمر سنوات طويلة ولا نجد تغييرا جذريا، فعندما تنظر للسنوات العشر الماضية كان لدينا قناعة لأن الدعم المادي كان قليلا والميزانية لا تسمح بذلك، فليس لدينا طموحات كبيرة لأن نحدث أي تغيير، لكن الآن أمامنا تحد حقيقي، فعند التفكير بروية سنجد أننا سنلام لوما شديدا خلال الخمسة أعوام المقبلة لأننا سنملك مستشفيات جميلة جدا من الخارج وأجهزة غالية الثمن ثم نفاجأ بأننا نعمل بنفس الطريقة القديمة». وأرجع خشيم عزوف المواطنين عن مستشفيات ال 50 سريرا إلى صعوبة تشغيلها وعدم وجود الاستشاريين الراغبين في العمل فيها «في خطتنا بالمشروع الوطني للرعاية المتكاملة والشاملة وجدنا نسبة ما بين 10 و25 % من المستشفيات تصرف عليها مبالغ، والمواطنون لا يرغبون فيها، ونحن هنا أمام معادلة صعبة، فالحل أن تقدم في المستشفيات ذات ال 50 سريرا ما تستطيع تقديمه من رعاية لكن بشرط نقل المريض بالسرعة المطلوبة والآمنة إلى المستشفى المركزي». وقال مخاطبا مديري المستشفيات «عندما يتم سؤالكم عن كيفية سير الأمور لديكم تجيبون بلغة الأرقام، ولغة الأرقام في سير المستشفيات تدل على التحسن، ونحن متفقون على عمليات المؤشرات التي تدل على أن المستشفيات متحسنة أم لا». وأضاف «سأضرب لكم مثلا: إذا سقط مريض عمره 70 عاما من السرير ومدير المستشفى لا يعلم بذلك أو يعتقد أن هذه حالة بسيطة، فهذا يدل على أنه لم يفهم حتى الآن، ومستشفيات العالم تأخذ سقوط المريض من السرير كمعيار لتحسن حالة المستشفى، ونحن نحاول في الوزارة إدخال معايير موجودة في كل مستشفيات العالم مثل سقوط المريض، والوفاة في المستشفى وفي غرفة العمليات، وتقرحات الفراش، لنستطيع أن نقيس على أساسها عملية التحسن في المستشفيات». وكشف خشيم أن مشروع «الداتا سنتر» الخاص بالوزارة والذي دعمته الدولة بخمسة مليارات ريال يمثل التحدي الآخر خلال الخمسة أعوام المقبلة. وأكد أن التحويل يحتاج من مديري المستشفيات وأقسام الطوارئ إلى تفهم ومهنية كبيرة في التعامل والسرعة، مبينا أنه جزء من 550 ملفا موجودا حاليا في الوزارة سيتم العمل عليها خلال الخمسة أعوام المقبلة