لا يمكن تفسير الانتقادات التي يتلقاها «موسيقار» الكرة السعودية فهد الهريفي بسبب أطروحاته في الفضائيات بأنها محاولة لمحاربته فقط؛ لأنه وضع نفسه في مأزق، وظن أن من يبدع داخل المستطيل الأخضر، قادر على نقل إبداعه في البرامج التليفزيونية الرياضية أو الاستديوهات التحليلية، حتى لو لم يكن قادرا على التفريق في كثير من الأحيان بين المذكر والمؤنث والمثنى والجمع! وبشكل عام لا يختلف غالب المتابعين على موهبة الهريفي الكروية وما قدمه مع ناديه النصر، وأنه واحد من أميز لاعبي خط الوسط الذين مروا بتاريخ الكرة السعودية، ولكن جميع تلك المعطيات لا تعني أنه قادر على تقديم نفسه بشكل جيد فضائيا، فهو «فقير» لغويا، يتلعثم بشكل مستمر، ولا يستطيع أن يخفي ميوله .. بخلاف فاصل «آآآ» المعتاد بين كل كلمة وأخرى. ولا غرابة وفق تلك العوامل أن يتعرض الهريفي لانتقادات «على مد البصر»؛ لأن الهدف من ظهوره هو إثراء المتلقي بمعلومات وآراء مميزة، لا أن يخلط بين الأمور ويعقدها كثيرا، في وقت يستطيع فيه شخص آخر أن يوضح وجهة نظره في دقيقة أو أقل. وفي دليل صريح من شأنه أن يؤكد أن ظهور الهريفي فضائيا جاء بطريقة «مخجلة» ولم يخدمه أبدا، وأن أمر انتقاده طبيعي لا دخل له في الميول أو التعصب، هنالك مثال بسيط من بين «عشرات» الأمثلة يعطي السبب الأساسي في كل ما يتعرض له، فالهريفي لا يعرف الاختلاف بين معنى «نابغة ونابعة»، لأنه يقول إن القرار الفلاني «نابغ» عن كذا، ثم يعود ويكرر «نابغ عن التصرف الفلاني ونابغ عن الحدث الفلاني»، في هذا الوقت بالتحديد ماذا ستكون وجهة نظر المتلقي؟ هل سيسمع للهريفي ويعتبره قادرا على إثراء معلوماته؟! المتلقي الواعي حينها إما سيغير القناة، أو سيجبر على سماع كلام الهريفي بأذن وإخراجه مع الأذن الأخرى إذا كان هنالك ضيف مميز إلى جانبه؛ لأنه في نهاية الأمر أثبت أنه لا يعي معنى ما يقوله غالبا، ومن يستطيع فهم أكثر وجهات نظره يعتبر «نابغة» ب «المعنى الحقيقي للكلمة»!، فكيف لشخص بهذا القدر من المعلومات أن يفرض نفسه على المشاهد؟! .. لهذا السبب «فقط» يتم انتقاد الهريفي، وليس لنصراويته أو صراحته أي دخل فيما يتعرض له منذ أن كثر ظهوره على شاشات التليفزيون.