تتنافس الشركات العالمية في صناعة سيارة يمكن قيادتها بنظام آلي بحيث تتحكم كليا بمسار القيادة وبالاتجاه واتخاذ القرارات، ولا أخفيكم بأن أول شيء خطر في بالي هو أن هذه السيارة ستكون الحل الأمثل للمرأة في السعودية، وبغض النظر عن كون الزحام سيتضاعف فقيادة المرأة لسيارة مماثلة يعطيها مجالا لتعديل حجابها ونقابها مثلا، أو إرضاع طفلها، أو الدردشة مع صديقاتها في الهاتف، وكذلك يقيها من الضياع في الشوارع بسبب السرحان فيما سوف تطبخ للغداء، إلى جانب أنه سيقيها أيضا من الاعتداء والتحرش؛ إذ إن النظام سيقرر بأسرع وقت ممكن اتخاذ إجراء حيال السيارات الأخرى التي تحاول اعتراض الطريق، وهي أيضا طريقة جيدة إن أحست المرأة بضجر من القيادة أو تعكر مزاجها ولا يمكنها أن تقود فستوصل السيارة الأولاد إلى المدرسة وربما التبضع في السوبر ماركت والعودة بحاجيات المنزل، ربما أيضا قد تخلصنا من مشاكل التوصيل من المطاعم التي لا توصل إليك الطعام إلا بعد أن تصل سيارة الإسعاف قبلها حاملة إياك إلى المستشفى بسبب الجوع وهبوط السكر والضغط!. هذه السيارة حل مجدٍ حتى للرجال أيضا، فالجميل فيها أنها تستطيع أن تنظم السير بطريقة رائعة بحيث تتفادى الزحام وهي مزودة ب جي بي إس وخريطة للطرقات في المدينة بحيث يمكنها أن تحدد موقع الاكتظاظ وتبحث عن طريق آخر. يا أخي إن أصبحت السيارات كلها من هذه النوعية بإمكان ألف سيارة أن تمر من طريق واحد دون زحام لأنها تمشي في الوقت المطلوب وتقف في الوقت المطلوب وتحدد المسافات بينها وبين السيارات الأخرى، بدلا من أن تسبب سيارتان فقط زحاما لمدة ساعة في شارع عرضه 30 مترا. لكن ماذا لو تعطل النظام الآلي فجأة في الطريق وأثناء السير؟! إذن فالحقيقة أننا لسنا بحاجة لتلك السيارة بل بحاجة إلى نظام شامل ومتطور لتنظيم السير في شوارعنا قبل أن نسمح لها بالقيادة.