فوجئت مثل كثيرين بخبر المطاردة المثيرة على طريقة أفلام بروس ويليس الهوليودية، بين «رجال» هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفتاة تركض حافية القدمين في الرياض يوم الأحد الماضي، ولأكون دقيقة أكثر، فإن الصدمة هي أفضل وصف لما شعرت وما زلت أشعر به، فلا مجال لعاقل أن يصدق أو يستوعب الأمر: سيارتا «جمس هيئة» وثلاثة أفراد راجلين وفرقة مساندة تم طلبها على وجه السرعة، ومطاردة على شاكلة «سابق لاحق»، وعكس سير طريق الملك عبدالعزيز.. فهذا الإصرار من الهيئة، وخطورة المطاردة يوحي للمتابعين بأن الفتاة هي إرهابية مطلوبة، أو مطلوبة أمنيا لقضايا الإرهاب وغسيل الأموال والإنتربول الدولي على الأقل!. كادت «حافية القدمين» تدهس أكثر من مرة من قبل السيارات وهي تفر من ملاحقيها الذين تجاهلوا أبسط حقوق الكرامة والتعامل باحترام مع الإنسان، متناسين كذلك الشعارات التي ترد في كل لقاء أو تصريح لمسؤوليهم بأن هدفهم هو الأمر بالمعروف في المقام الأول والنهي عن المنكر ثانيا، وتجاهلوا كذلك دعوة سماحة المفتي لهم باللين وحسن التعامل مع الناس. الهيئة التي رفضت الرد على وسائل الإعلام بدعوى عدم انتهاء التحقيق، لا يوجد لها ما يبرر هذا التصرف الذي لم نشهده في ملاحقة مجرمين وسارقين ومفسدين، وآمل صدقا اتخاذ موقف أكثر حزما تجاه هذه التصرفات. اعتادت الهيئة في الفترة الأخيرة أن تنسب أي إخفاق أو تجاوز إلى «التجاوزات الفردية»، لكن هذه التجاوزات الفردية أضحت للأسف هي القاعدة، حتى أصبح الخبر المثير عن رجل الهيئة أن يصدر منه تعامل لطيف أو كلمة طيبة وبات الناس يختمون «السالفة» بقولهم: «والله العظيم صار!».