أكد مسؤول في شركة جوجل «أحد أكبر وأشهر محركات البحث في العالم» أن السوق السعودية أهم وأكبر الأسواق المستخدمة لجوجل في الشرق الأوسط، حيث تستحوذ على 97 % من عمليات البحث التي ينفذها السعوديون، وقال إن معدل تصفح السعوديين للإنترنت يوميا يبلغ ساعتين، وهو ما يفوق معدل مشاهدتهم للتليفزيون، فيما يستخدمون إنترنت الجوال بمعدل 68 دقيقة يوميا، وهو ما يفتح آفاقا واسعة أمام حركة التسويق والتجارة عبر الإنترنت. وأوضح المدير الإقليمي للمنطقة العربية في «جوجل» عبدالرحمن طرابزوني في محاضرة نظمتها لجنة التسويق بغرفة الرياض بعنوان «جوجل كمحرك تسويق» وشهدتها أعداد كبيرة من الحضور أن السعوديين يجرون يوميا 30 مليون عملية بحث على جوجل وستة ملايين عملية بحث عبر إنترنت الجوال. لكن المحاضر الذي يعد أحد الخبراء السعوديين الشباب في مجال الإنترنت وأحد أعضاء مايكروسوفت الشباب المؤثرين لفت إلى أن التحديات التي تواجه عمليات شيوع استخدام الإنترنت في المملكة والعالم العربي وتحد من سرعة نمو صناعة الإنترنت، تتمثل في عدة عوامل، من أهمها ضعف المحتوى العربي على الإنترنت الذي لا يتجاوز نسبة 2 % من مجموع المحتوى المستخدم في الشبكة العنكبوتية العالمية، بينما يمثل العالم العربي نسبة 5 % من سكان العالم. وأشار إلى أن نسبة 35 % من هذا المحتوى تندرج تحت نطاق المنتديات، التي لا تعد بيئة ملائمة لرواج التجارة الإلكترونية والإعلان التجاري، بينما لا تتجاوز نسبة المنتديات في العالم 10 %، وقال إن نسبة المشترين عبر الإنترنت في العالم العربي «التجارة الإلكترونية» لا تتجاوز 5 % من مستخدمي الإنترنت، معتبرا أنها تمثل نسبة ضئيلة، وهو ما يتطلب زيادة الوعي بأهمية استخدام التجارة الإلكترونية، لأنها وسيلة سهلة وسلسة توفر الكثير من الوقت والجهد. وأضاف «لكي نصل إلى هدف انتشار حركة التجارة الإلكترونية داخل المجتمعات العربية، فإن على العديد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص، فضلا عن الشركات المعنية بهذا النشاط مثل جوجل، زيادة جهودها لرفع مستوى الوعي لدى المجتمعات العربية بسهولة وسلاسة هذا النشاط عبر الإنترنت، وكذلك إقناع الشركات والمنتجين بارتفاع قيمة ومردود الإعلان عبر الإنترنت ووصوله لملايين المستخدمين للشبكة العنكبوتية داخل المجتمعات العربية». وأشار في هذا الخصوص إلى تعاون «جوجل» مع عدد من الجهات المعنية بالقطاع الخاص مثل غرفة الرياض، لتنظيم محاضرات وندوات تسهم في رفع مستوى الوعي والثقافة المجتمعية بشأن استخدام الإنترنت في الحياة التجارية للمجتمع والتسويق الفعال، ووعد بزيادة معدلات هذه المحاضرات في الفترة المقبلة للإسراع بمستويات ومعدلات الثقافة الإلكترونية، ومؤكدا ثقته في أن مستقبل استخدام الشبكة العنكبوتية في المملكة والعالم العربي مزدهر وواعد. كما أشار مسؤول بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إلى المبادرة التي تتبناها المدينة وتسمى مبادرة الملك عبدالله لدعم المحتوى العربي على الإنترنت، وتسهم في تعزيز اعتمادية التجارة الإلكترونية، ودعا الشركات الكبيرة والمتوسطة والصغيرة للمسارعة بتسجيل بياناتها عبر الإنترنت على محرك جوجل، ما يتيح فرصة واسعة أمام تنشيط حركة التجارة الإلكترونية. كما قدم المحاضر في محاضرته نظرة تحليلية، وأدوات جوجل للتحليل والاستهداف والتسويق والدعاية الرقمية وزيادة العوائد والتسويق الفعال والمنافسة في أسواق جديدة، وشارك في المناقشات مع المحاضر عقب إلقاء محاضرته، الحضور النسائي، حيث طرح العديد من المشاركات أسئلة حول كيفية تفعيل استخدامات الإنترنت في المجتمع تجاريا وعلميا وثقافيا. وأعرب رئيس لجنة التسويق مدير المحاضرة الدكتور محمد العوض عن امتنانه وأعضاء اللجنة للمحاضر لما قدمه من معلومات مهمة، وما كشفه من فرص هائلة أمام التسويق الإلكتروني وما ينتظره من مستقبل غير مسبوق لتوسيع دائرة الاستفادة من إمكانات الإنترنت، كما دعا الحضور إلى التفاعل مع لجنة التسويق وتقديم مقترحاتهم لوضعها موضع التطبيق بما يسهم في توسيع النشاط التسويقي ورفع مستويات مهارات العاملين في هذا النشاط، خصوصا فيما يتصل بقنوات التسويق الإلكتروني .