كانت بداية تحليقه رسوم على دفاتره المدرسية ومع توالي الأعوام كبرت الرسوم وتحول الطفل الصغير المولع بعالم الطيران إلى طيار يشار إليه بالبنان ينقل الجرحى ويسعف المرضى دون كلل أو ملل حتى لقي ربه في مهمة عمل هو وثلاثة من زملائه. هكذا كانت رحلة حياته التي حكاها والد الشهيد الكابتن طيار خالد الدخيل قائد مروحية الإخلاء الطبي التي سقطت جنوب العاصمة الرياض، جلوي الدخيل خلال مهمة لنقل مصاب من مستشفى حوطة بني تميم الذي أشار في حديثه ل«شمس» إلى أن ابنه التحق بالخطوط السعودية مدة ثلاثة أعوام وكان من أوائل الملتحقين ب«الإخلاء الطبي» وعمل فيه 23 عاما حيث شغل وظيفة كبير مدربي طياري القوات المسلحة. وقال الدخيل إن ابنه ولد في1380ه، والتحق بالتعليم الابتدائي في مدارس الأبناء بالرياض وانتقل لإكمال دراسته المتوسطة في العراق وعاد ليكمل الصف الثالث الثانوي في المدينةالمنورة. «بعد تخرجه توجه إلى مدينة جدة لدراسة الهندسة إلا أنه بعد فترة أخبره أنه يدرس الطيران في الخطوط الجوية السعودية فلقد كان مولعا بالطيران منذ صغره وكان كثيرا ما يرسم الطائرات على أوراقه». وأضاف أن خالد انتقل إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لإكمال دراسة الطيران في ولاية فلوريدا وبعد عودته وانتقال أسرته إلى الرياض عمل لمدة ثلاثة أعوام في الخطوط السعودية إلا أنه سارع إلى التقديم إلى «الإخلاء الطبي» وكان من أوائل المنضمين إليه. وذكر أنه تلقى خبر الحادث عبر مندوب من الخدمات الطبية زارهم في منزلهم. أما شقيق الراحل الدكتور عبدالله الدخيل فذكر أن سيرة شقيقه الطيبة وعمله بإخلاص في الإخلاء جذبت عشرات المعزين من خارج المنطقة « أحدهم قدم من منطقة الباحة بعد أن نقل خالد أحد مرضاهم وأخذ يتابع حالة المريض مدة شهر كامل». ولفت إلى أن خالد كان يشكل حلقة وصل بين أفراد العائلة والأقارب من خلال تواصله الأسبوعي معهم مضيفا أنه يزودهم بحالة الطقس المتوقعة وذلك لاهتمامه بهذا المجال عبر هواتفهم النقالة بشكل مستمر. وبين الدخيل أن شقيقه متزوج من سيدتين انفصل عن الأولى، وله منها ولدان طارق وعبدالله أما الثانية فله منها أربعة أبناء محمد ونورة وغيداء وأصغرهم عبدالرحمن وعمره أربعة أشهر. ولفت إلى أن شقيقه اعتاد مغادرة منزله، كما كانت تقول زوجته، قبل الفجر عند قيامه بمهمة إخلاء حتى لا يزعج أحدا لكنه في اليوم الذي سبق الحادث أبلغ زوجته عن خروجه على غير العادة. أما شقيقه يوسف فقد ذكر أنهم تعرفوا سريعا على خالد في المستشفى العسكري من صورة للعائلة كان يحتفظ بها. من جانبه ذكر طارق الابن الأكبر للشهيد والطالب في كلية الملك خالد العسكرية أن وفاة والدهم في مهمة عمل مدعاة لفخرهم فقد كان يؤدي واجبا وطنيا وإنسانيا ونحسبه من الشهداء. وقدم الابن الثاني عبدالله «طالب في الصف الثاني الثانوي» شكره نيابة عن الأسرة لجميع المعزين الذين وقفوا معهم وساندوهم معنويا وخففوا من مصيبتهم. وذكر الكابتن هاني أبو عجمة أحد أقارب الطيار خالد الدخيل أن خالد زاره يوم الحادث وودع أحد الزملاء وداعا حارا قبل أن يخرج في مهمته الأخيرة. وكانت مروحية الدخيل تابعة للخدمات الطبية للقوات المسلحة سقطت على بعد 35 كلم جنوبالرياض في منطقة الحائر وكانت في مهمة إخلاء طبي لمريض من حوطة بني تميم ما أدى إلى استشهاده وطاقم الطائرة الطبي المكون من مساعده الملازم أول طيار منديل السبيعي والطبيب أمجد العراقي «مصري» والممرضة روزيلا «فلبينية»