أكد عدد من المختصين المشاركين في فعاليات المؤتمر الدولي للجودة الشاملة أن المؤتمر يعتبر خطوة صحيحة نحو تطوير مخرجات التعليم باعتبار أن الجودة منهج محوري في العملية التعليمية، مشيرين إلى تعزيزها بوصفها ثقافة تتأصل في الوسط الاجتماعي والتعليمي من أجل مواكبة متغيرات التعليم ومواجهة تحدياته بأساليب علمية متطورة. المدير العام للتدريب التربوي والابتعاث الدكتورة نجلاء علي الدريهم أكدت أن مؤتمر الجودة الشاملة في التعليم العام يعتبر إضاءة في مسيرة تطوير التعليم التي تنهجها وزارة التربية والتعليم، مشيرة إلى أن تنوع الموضوعات المطروحة وتناولها لجوانب التطوير، كان له أثره في استقطاب عدد كبير من الشرائح التي حضرت المؤتمر للاستفادة منه. وأوضحت الدريهم أن الجودة مطلب للتطوير النوعي الذي ننشده، وتأكيد على نبذ الممارسات الخاطئة التي تعوق حصولنا على المخرجات التعليمية التي نتطلع إليها، ونأمل أن تصبح سلوكا في أروقة مؤسساتنا التعليمية. تشخيص التحديات وأوضح المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة الحدود الشمالية عبدالرحمن بن أحمد الروساء أن المؤتمر جاء تحقيقا للتوجيهات السامية التي تؤكد أهمية تبني مفاهيم وأسس ومعايير الجودة والتميز، ويأتي معززا لجهود الوزارة للنهوض بمستوى جودة التعليم العام وتوجيهه نوعيا نحو الاقتصاد المعرفي، والتمكن من أدواته. وأكد الروساء أن المؤتمر نجح في تحقيق أهدافه من خلال المحاور «المنظمات والمبادرات وأنظمة الجودة العالمية وأنظمة الجودة العربية والمحلية»، وشخص أهم التحديات التي تواجه تحقيق الجودة في التعليم العام. رأسيا وأفقيا وقالت مساعد مدير التربية والتعليم لشؤون تعليم البنات بمحافظة شقراء هويدا بنت عبدالله بن محمد البواردي، «نعتبر المؤتمر مرحلة أولى لنشر ثقافة الجودة خاصة أنه استهدف القيادات، فالجودة جزء من القيادة وننتظر تطبيق خطوات جادة بمراحل متعددة تعنى بتخطيط الجودة الاستراتيجي وتركز على تحديد المجالات المختلفة للعمليات التي تحتاج إلى التحسين ومن ثم إقرار برامج التدريب الإداري المركز الذي يستهدف كافة منسوبات الوزارة على اختلاف مستوياتهم، لضرورة أن يسري الإيمان لدى الجميع بأهمية الجودة على مستوى كافة العاملات بالمؤسسة التعليمية رأسيا في كافة المستويات التنظيمية وأفقيا في كل مجالات الأداء، وأن تحدد رؤية خادم الحرمين الشريفين منطلقا لذلك». معايير عالمية ومن جانبها أشارت مؤسس ومدير مركز جودة التعليم بالكويت الدكتورة عروب بنت أحمد القطان إلى أن إدارة الجودة الشاملة تعتبر من المفاهيم الإدارية الحديثة التي تهدف إلى تحسين وتطوير الأداء بصفة مستمرة، وذلك من خلال الاستجابة لمتطلبات سوق العمل، فالجودة الشاملة في التعليم هي معايير عالمية للقياس والاعتراف والانتقال من ثقافة الحد الأدنى إلى ثقافة الإتقان والتميز. وأضافت، «المتأمل في عمليات إصلاح التعليم في الوقت الراهن يجد أنها قد حظيت باهتمام كبير في معظم دول العالم، وحظيت الجودة بجانب كبير من هذا الاهتمام إلى الحد الذي جعل المفكرين يطلقون على العصر «عصر الجودة الشاملة»، باعتبارها إحدى الركائز الأساسية لنموذج الإدارة الحديثة التي تولد لمسايرة المتغيرات الدولية العالمية والمحلية، فأصبح المجتمع العالمي ينظر إلى الإصلاح التربوي والجودة باعتبارهما وجهين لعملة واحدة». الهرم التعليمي ويرى أستاذ القياس والتقويم المساعد بجامعة الباحة وعضو لجنة الاعتماد الأكاديمي بكلية التربية بالجامعة الدكتور بندر بن حمدان الزهراني أن مؤتمر الجودة وتطبيقاتها في التعليم العام خطوة في الاتجاه الصحيح، فالتعليم العام هو اللبنة الأساسية للتعليم اللاحق، ولذلك تم اتخاذ توصية في ندوة الجودة وتطبيقاتها في التعليم العالي بجامعات العالم العربي -عقدت بجامعة نايف العربية في الفترة من 14-16/1/1432ه - أنه من أجل نجاح الجودة في التعليم العالي فلا بد من تطبيق الجودة في التعليم العام، أي البدء من قاعدة الهرم التعليمي، وقد أشارت ورقة حرم رئيس ماليزيا إلى أن النظام التعليمي في ماليزيا سعى إلى الاهتمام بتطبيق الجودة من فترة الطفولة المبكرة. وأضاف، «أتوقع أن يكون للمؤتمر انعكاسات إيجابية تسهم في الدفع بعجلة التطوير والتقدم التي تنشدها الوزارة، فنحن نلاحظ أن الوزارة تعمل منذ أعوام على خطط تطويرية متلاحقة ومتسارعة ليس آخرها المؤتمر».