ترجم مجموعة من الشبان في نجران «الصداقة» من إضاعة الوقت و«السوالف» إلى «اتحاد» لمواجهة البطالة وكسر ثقافة العيب، حيث نجح هؤلاء الشبان في تشغيل مشروعهم التجاري «مطعم» بأنفسهم في حي الفيصلية بمنطقة نجران، وهو ما يعد تنفيذا لوصية وزير العمل والمفكر الراحل الدكتور غازي القصيبى عندما ارتدى زي «نادل» في مطاعم جدة وانهمك في تلبية الطلبات والابتسامة لا تفارقه ليعطي درسا للشباب في كسر ثقافة العيب التي تعد من الأسباب المباشرة لتفاقم البطالة بين الشباب السعودي واستغلال العمالة الوافدة لتلك الفرص الوظيفية. وكانت بداية فكرتهم إنشاء مشروع يجلب لهم الرزق، فرأوا فكرة المطعم أنسب ونشطوا في ذلك، إذ وجدوها فرصة لإثبات أن العمل ليس عيبا، وأن الشباب السعودي قادر على التعاطي مع متطلبات سوق العمل، فأعدوا دراسة جدوى للمشروع وبحثوا عن موقع مناسب وأعدوه وتعاونوا فيه، حيث استعانوا ببعض الطباخين المهرة في بداية الأمر ثم باشر أحدهم في المطبخ وهو الشاب «حمد» الذي يقول إنه أصبح يتقن طبخ معظم الأكلات الهندية. أما الشاب الآخر فاختار أن يكون مقدم الطلبات «محمد» الذي لقي من زبائن المطعم تشجيعا دائما ودعاء له بالتوفيق، أما «جابر» فهو محاسب المطعم وأحد أصحاب الفكرة الرئيسين مع صديقه «ماجد» الذين بعد أن فتحوا هذا المشروع اتفقوا على أن تكون الرسالة التي يريدون توصيلها إلى عموم الشباب السعودي أن العمل متاح وأن الإرادة والتصميم هما مفتاح النجاح، مؤكدين أن الشباب السعودي قادر على كل عمل ولكنه يحتاج لتجاوز الحواجز التي تردعه دون يأس، نحو العمل الشريف في الوطن. ثم جاءت التوسعة، فنتيجة لاجتهاد هؤلاء الشباب في فكرتهم التي أصبحت مشروعا يدر عليهم الأرباح تفاعل معهم معهد ريادة في نجران، وذهب إليهم في المطعم مدير فرع ريادة بمنطقة نجران صالح محمد آل سدران، وأكد لهم دعم المعهد لهم وتقديمه تسهيلات لتسديد الالتزامات المالية التي عليهم وإتاحة فرصة لتوسيع المطعم. وأوضح آل سدران أن هذه النوعية الجادة من الشباب لا تتوانى «ريادة» عن دعمهم وتوجيههم في سوق العمل وإعطائهم دورات تزيد من فاعلية وجودة تخطيطهم ليستطيعوا من خلال مشروعهم أن يؤمّنوا حياة مستقرة، كما سيوفر المعهد لهم قروضا ميسرة. وعبر مدير فرع ريادة بنجران عن أمله أن يتجه الشباب السعودي للعمل في المشروعات الاستثمارية والتجارية الصغيرة ويبدعوا في أفكار جديدة ويباشروا مشروعاتهم الخاصة بشتى المجالات، مؤكدا أنهم سيتلقون الدعم من المعهد الذي أصبح يصب اهتمامه لبناء مشروعات للشباب بالمملكة ليكونوا رجال أعمال في المستقبل، إن شاء الله. وقال إن عدد الرياديين بفرع نجران 72 رياديا، إضافة إلى الرياديين الذين ينظم لهم المعهد الآن الدورة الثامنة في برنامجه الذي سماه «إرادة» حيث بلغ الدعم الذي قدمه المعهد للرياديين بنجران منذ إنشائه أكثر من 12 مليون ريال. يشار إلى أن معهد ريادة الأعمال الوطني هو تنظيم وطني مؤسسي هادف، يعنى بتدريب وتأهيل وتقديم التوجيه والإرشاد للشباب والشابات لتمكينهم من تأسيس وإدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة في المجالات الصناعية والتجارية والخدمية لتكون بديلا وطنيا عن العمالة الوافدة غير المؤهلة، ويوجد في أنحاء المملكة 22 فرعا لريادة توفر الخدمات للشباب الطموح وأصحاب الأفكار المهنية والعملية الذين يرغبون في الدخول إلى سوق العمل .