يتكرر السؤال المعهود في بداية كل عام دراسي من المعلمة، الذي يلي «وش اسمك يا حلوة؟» ليتم التعارف بينها وبين طالباتها الجدد «عندك هوايات؟». أذكر أن إجابتي وإجابة زميلاتي كانت تنحصر في السباحة والرسم وركوب الخيل في حين أن الغالبية لم يرين خيلا إلا في الثمامة- في أحسن الأحوال- أو على صفحات مجلات التلوين وسعيدة الحظ فقط من تمتلك حوض سباحة في منزلها! يمضي الطالب السعودي ثلث يومه يتلقن الدروس بين جدران الفصل ويمضي- الشاطر فيهم- الثلث الثاني في مراجعة وحفظ وحل ما تم تلقينه صباحا، والثلث الباقي موزع بين نوم وطعام وراحة وليس هناك متسع لتطوير الهوايات فتبدأ الإجازة الصيفية ويبدأ التسمر أمام التلفاز وأجهزة الكمبيوتر لساعات طويلة. وفي تقرير صادر عن «ASAS منظمة أمريكية متخصصة بالأنشطة اللامنهجية» أوضحت فيه أن الوقت ما بين 3 - 6 مساء في الأيام المدرسية هي ما تسمى بمنطقة الخطر «DANGER ZONE» ويقع فيها الطلبة بمشاكل عنف أو تدخين الممنوعات وغيرها من القضايا. ويشير التقرير إلى أن أوزان الأطفال بين سن 6 - 12 سنة في خلال الثلاثة عقود الماضية قد زادت إلى الضعف؛ ما يعني زيادة نسبة الإصابة بالسكري وارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى انعدام الثقة بالنفس والسبب الرئيسي في ذلك يعود إلى عدم انخراط هؤلاء الأطفال في أنشطة لا منهجية بعد ساعات المدرسة. بين الأمس واليوم، يشهد المجتمع السعودي تغيرا إجباريا مفرحا في اهتمامات وهوايات الشباب؛ فبدأنا نسمع ونرى اهتماما واضحا بالفنون والتصوير الفوتوجرافي والأدب والموسيقى؛ فيلجأ البعض إلى أفراد يعرضون خدمات تعليم الهوايات أو إلى مراكز متخصصة إن وجدت وبأسعار مرتفعة جدا، في حين أن مدارسنا يقتصر دورها في كيفية تحفيظ الطالب أكبر عدد من المعلومات في أقصر فترة ممكنة ليتم سكبها على الورقة بأسرع ما يمكن! لن أتغاضى في مقالي هذا عن الجماعات الطلابية التي تقام في حصة النشاط لكنها ما زالت تبقى في ردائها القديم تحمل لافتات مملة «جماعة التاريخ، جماعة الإذاعة، جماعة الدين...» يختار الطالب بينها مجبرا لا راغبا.