المواطن «ب» طالب يدرس في سنته الثانية في الجامعة، ويتقاضى مكافأة مقدارها 1000 ريال شهريا تذهب عشرة ريالات منها إلى صندوق الطالب رغما عن أنفه، وبذلك يكون المبلغ 990 ريالا شهريا. يردد الكثير من الأشخاص أن الطالب «ب» محظوظ، فغيره يعمل لكي يدفع لإكمال دراسته بينما هو يدرس وعلاوة على ذلك يستلم مكافأة. ويرون أن «باء» مدلل ومُرفه «بزيادة»! إذا علمت أن «ب» يقسم مكافأته على إيجار شقة شهري مقداره 600 ريال، ويصرف على وقود سيارته قرابة 150ريالا «بنزين 91». يتبقى من مبلغ المكافأة 240 ريالا، يتم دفعها بالكامل لعامل المغسلة الذي يعلم من مصادر مجهولة موعد نزول المكافأة. صحيح أن هُنالك معضلة صعبة تتعلق بهذه المعادلة، وأنا أقسم لك يا عزيزي القارئ أنه قد أصابني الصداع، لكن تعال لنكمل فالإشكالية لا تتعلق ب «من أين سيأكل؟» أو «كيف سيسدد قيمة المخالفة التي أخذها عن طريق الخطأ (ساهر في معنى آخر)»، ولا يتعلق كذلك ب «كيف سيلبس؟»، أو حتى ب «من أين سيصرف على طلبات الجامعة من كتب وملازم!». فالمشكلة تبدأ حينما حصل خلل في أحد أجزء سيارة الطالب «ب»، ووفقا للمعطيات أعلاه لا يمكن تغطية تكاليف الإصلاح؛ لذلك قرر مواصلة السير وتجاهل العطل. وفي أحد الأيام وبعد أن تضاعف عطل السيارة بشكل أكبر، فقد «ب» التحكم بالمقود بينما هو يسير في طريقه إلى الجامعة. تمايلت السيارة مرة أولى ذات اليمين، وعادت في المرة الثانية واتجهت ذات الشمال لتقوم بحركة بهلوانية تستقر من خلالها في حضن إحدى النخيل المصفوفة على رصيف الشارع؛ ليصاب بعدها بكدمات خفيفة. بناء على كل ما سبق في الأعلى أرجو التوصل لحل المشكلة التالية: تطالب إدارة المرور الطالب «ب» بدفع عشرة آلاف ريال قيمة النخلة! ماذا يستطيع «باء» أن يفعل؟ أو«وش يسوي» بمعنى آخر؟. نسخة إلى من يُهمه الأمر، «لا أحد!».