زار رئيس مجلس الدولة الصيني ون جيا باو، أخيرا، نيودلهي الأسبوع الماضي للمرة الأولى منذ نحو خمسة أعوام، برفقة أكثر من 300 من قادة رجال الأعمال. وكان تشكيل الوفد دليلا واضحا على أن الصينيين كانوا متحمسين للعودة إلى الصيغة الناجحة التي طبقها المسؤولون من قبلهم خلال العقدين الأخيرين: حفظ قضاياهم الاختلافية، خاصة القضايا الاستراتيجية مثل الخلافات الحدودية، والتنافس العسكري، وعلاقات الصين مع باكستان، بينما تركزت المحادثات على مجالات التقارب، مثل توسيع التجارة المتبادلة والفرص الاستثمارية. ورغم أن راجيف غاندي بادر بهذا النهج في عام 1988، عندما أصبح أول رئيس وزراء هندي يزور بكين منذ 34 عاما، إلا أن القلق أصاب بعض الهنود الآن من أن بكين تسعى لجعل بلدهم تعتمد اقتصاديا على الصين من أجل تعزيز نفوذها في مجالات المنافسة والصراع. لقد ظلت التجارة الهندية مع الصين تنمو بشكل أسرع من أي بلد آخر، ما جعل الهند الشريك التجاري الأكبر للصين الشعبية في عام 2008. وفي حين بلغت التجارة الثنائية بينهما ثلاثة مليارات دولار فقط في 2002، إلا أن التجارة البينية قد تصل إلى نحو 60 مليار دولار هذا العام. واتفق الجانبان في بيان مشترك، صدر بعد محادثات ون مع رئيس الوزراء الهندى سينج، على تبادل الزيارات رفيعة المستوى بصورة منتظمة وبدء مجموعة من الإجراءات لتدعيم العلاقات الثنائية، بجانب مشاورات منتظمة بشأن القضايا التي تهم الجانبين. ودعا الزعيمان لبذل جهود متضافرة لتوسيع التعاون الثنائى والتوصل إلى نتائج متكافئة النفع فى التعليم والعمل المصرفي وبناء البنية التحتية وحماية البيئة وتكنولوجيا المعلومات من بين مجالات أخرى. وأعلنا أن عام 2011 سيكون «عام التبادل بين الصين والهند». وينتظر أن توقع شركات البلدين ست صفقات تجارية كبرى بقيمة 16 مليار دولار، أي أكثر من صفقة الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي أعلنها خلال زيارته الأخيرة للهند، في إطار السباق الجديد بين الصين وأمريكا للهيمنة على الشرق الأقصى.