أنهت مسرحية بابا سامحني عروضها مساء الخميس والجمعة الماضيين بمركز الملك فهد الثقافي وسط حضور جماهيري تجاوز أربعة آلاف متفرج كونها واحدة من أبرز مسرحيات العام الماضي, التي تضمنها البرنامج المسرحي المستمر لأمانة منطقة الرياض, مختتمة بذلك نشاطا مسرحيا حافلا كانت فيه المسرحية علامة فارقة. وكانت المسرحية التي تأتي في إطار المسرح الترفيهي الذي اعتمدته أمانة منطقة الرياض متوازنة ما بين القيم والمتعة, على اعتبار أن المتعة البصرية في المسرح عنصر أساسي لا يقوم المسرح إلا به باعتباره أحد أهم الفنون الأدائية البصرية. وشهدت عودة خالد سامي للمسرح بعد غياب دام 25 عاما، بمشاركة عدد من النجوم الشباب وهم: فيصل العمري, مبارك الحامد, عليان العمري, وائل يوسف, وهي من تأليف علي الأسمري. وحقق النجم خالد سامي حضورا لافتا وأداء احترافيا وتفاعلا جماهيريا مستمرا طوال العرض, من خلال إيقاع وثاب استمر في علاقة وجدانية حية مع الجماهير الكبيرة التي استمرت في حالة تفاعل طوال فترات العرض. وجسد الفنان خالد سامي في مسرحية «بابا سامحني» دور الأب الثري «الزكرت» الذي يجعل من ابنيه يصرفان عليه بعد خطة أوهمهما فيها أنه فقد ثروته بانتقالها قانونيا إلى ولد عمهما القروي «رشدان»؛ ليعطي لابنيه درسا في أهمية الاعتماد على النفس وضرورة الحفاظ على الثروة وإنفاقها في أوجهها الصحيحة. ولعب خالد سامي هذا الدور بكوميدية عالية تلقائية بعيدا عن التكلف. وأبدى مخرج المسرحية رجاء العتيبي سعادته بالعمل مع خالد سامي باعتبارها شخصية فنية لها خبرتها الطويلة في مجال المسرح والدراما، ملمحا إلى القدرات الكوميدية المتميزة التي يمتلكها خالد سامي والجماهيرية الكبيرة التي يحظى بها، مشيدا في الوقت ذاته بالبرنامج المسرحي المستمر للأمانة والذي بات واجهة ثقافية رائعة في منطقة الرياض حيث يرتاده آلاف الجماهير كمنجز قلما نجد نظيرا له, وقال إن أحداث المسرحية دارت حول «موقع اليوتيوب» بحيث يراه الجمهور مجسدا على الخشبة بحجم كبير, كلعبة مسرحية ذات أبعاد إيحائية استعرضنا من خلاله عددا من المقاطع الكوميدية الموظفة لصالح العرض التي تجسد عالم اليوتيوب الكبير, فيما أشاد العتيبي بقدرات شباب المسرح المشاركين وقال إنهم طلائع الحركة المسرحية القادمة, ملمحا إلى أن المسرحية ذات أبعاد ترفيهية وفقا للسياسة التي تنتهجها الأمانة في عروضها المسرحية.